في مفاوضات مثيرة للجدل.. "آل قاطرجي" يدخلون على خط استثمار الاسمنت بـ 300 مليون دولار


خطت عائلة قاطرجي، خطوة جديدة، وضخمة، نحو تعزيز قدراتها للسيطرة على معظم مفاصل إعادة الإعمار المحتملة في مدينة حلب. وفي هذه المرة، تقترب عائلة قاطرجي من الاستيلاء على معمل اسمنت قريب من المدينة، وبتمويل سخيّ. وقد يكون ذلك مقدمة فقط. ناهيك عن أنه قد يكون بداية لمسار خصخصة القطاع العام، بحجة خسائر الحرب.

وحسب مسؤول رسمي في "المؤسسة العامة للاسمنت ومواد البناء"، فإن "مجموعة قاطرجي الدولية" تتفاوض على ضخ استثمارات في معمل المسلمية، قرب حلب، بما يقارب 200 مليار ليرة سورية (حوالي 300 مليون دولار)، وذلك لإنتاج 3 مليون طن سنوياً، مقابل "تشاركية" في إيرادات المعمل من بيع الاسمنت، ووفق نسب يتم الاتفاق عليها، لم يوضحها المسؤول في تصريحاته.

ونشرت صحيفة "الاقتصادي – سورية"، تصريحات المسؤول الذي قال إن مؤسسة الاسمنت تتفاوض مع "مجموعة قاطرجي" لإنشاء خطوط إسمنت جديدة وتأهيل المعامل المتضررة في حلب، والمفاوضات أصبحت في نهايتها، حسب وصفه.

وحسب الصحيفة، فإن حجم خسائر معمل إسمنت المسلمية وصلت لنحو 250 مليون دولار، نتيجة سرقة مكونات المعمل، وفق وصفها.

وإلى جانب استثمار معمل الاسمنت، دخلت "مجموعة قاطرجي" في مفاوضات لإقامة "منطقة تطوير عقاري"، على أرض في محيط معامل الشيخ سعيد، تزيد مساحتها على (100) هكتار. وفي حال اكتملت هذه المفاوضات، فإن عائلة "قاطرجي" ستُنشئ ما يشبه "بلدة كبيرة" وفق نظام استثمار أقرب إلى الشراء، حسب مصادر إعلامية.
 
ويرى مراقبون أن اتفاق استثمار معمل اسمنت المسلمية، إن اكتمل، فسيكون شكلاً من أشكال خصخصة القطاع العام، لصالح أثرياء الحرب، من قبيل "آل قاطرجي".

وتوحي مساعي "آل قاطرجي" بأنها تريد استكمال عناصر قوة استثمارية وإنتاجية، تسمح لها بالسيطرة على مفاصل أي عملية لإعادة الإعمار، على الأقل، في مدينة حلب، وقريباً منها.

فخلال العامين السابقين، أسست "مجموعة قاطرجي"، شركة للتطوير والاستثمار العقاري، وأخرى للصناعات المعدنية، والآن تدخل قطاع صناعة الاسمنت، وبمبلغ ضخم (يقارب 300 مليون دولار أمريكي).

وتعود ملكية "مجموعة قاطرجي الدولية" إلى الأخوة، حسام ومحمد وبراء قاطرجي. وطفا الأخوة على سطح عالم المال والأعمال في سوريا، خلال الصراع المسلح، وعلى خلفية صفقات نفط ضخمة بين نظام الأسد وتنظيم "الدولة الإسلامية"، قبل زوال سيطرته في المنطقة الشرقية، كان خلالها "آل قاطرجي" هم الوسطاء الرئيسيون. ولاحقاً، دخلوا على خط الوساطة ونقل الموارد النفطية بين مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، بشرق الفرات، وبين مناطق سيطرة نظام الأسد.

ترك تعليق

التعليق