هل ظهر أول "بنك زومبي" في لبنان؟.. أم أنها مجرد صفعة من حزب الله للحريري؟


وصفت جريدة "الأخبار" اللبنانية، بنكاً لبنانياً، بأنه بات أول "بنك زومبي" في لبنان. وأنه أفلس "تقنياً". لكن مؤشرات تضمنها تقرير للجريدة، تفتح الباب على سيناريوهين، إما أن الجريدة سرّبت معلومات حقيقية تدين "سعد الحريري"، انتقاماً منه، أو أنها اصطنعت معلومات غير دقيقة، بغية تلطيخ سمعته.

ومن المعلوم أن جريدة "الأخبار" اللبنانية، تمثّل مصالح ميليشيا "حزب الله" في لبنان. وقد يكون الحزب في وارد الانتقام من "سعد الحريري"، رئيس وزراء لبنان السابق، كونه رفض تشكيل حكومة وفق شروط الحزب، في مواجهة الاحتجاجات الشعبية المندلعة في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر الفائت.

وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، ردّ بنك "سوسيتيه جنرال في لبنان"، على تقرير جريدة "الأخبار"، واصفاً ما تضمنه من وقائع بأنها "مغلوطة ومفبركة جملةً وتفصيلاً"، مشيراً إلى أن ذلك يعرّض الجريدة وكاتب التقرير والمدير المسؤول عنها، للملاحقة الجزائية.

كانت "الأخبار" اللبنانية، قالت في تقريرها، يوم الجمعة، إن الفرنسيين قرروا الانسحاب من "سوسيتيه جنرال بنك في لبنان"، وشطب كامل حصتهم فيه البالغة 16.8%، من مجموع الأسهم، والمقدرة بنحو 158 مليون يورو.

وقالت الجريدة إن "بنك سوسيتيه جنرال"، ثالث أكبر بنك في فرنسا، اعتبر أسهمه في البنك اللبناني، تساوي صفراً، وهذا يعني أن البنك الفرنسي ألغى كل رأس المال الموظّف في البنك اللبناني المصنّف متعثّراً.

وأرجعت الجريدة اللبنانية، قرار الجانب الفرنسي، إلى امتعاضه من طريقة إدارة الأعمال المصرفية والاستثمارات، وخصوصاً اكتتاب رئيس المصرف، أنطوان صحناوي، بنسبة عالية من أسهم شركة سوليدير المتعثرة أصلاً.

ويُعتقد على نطاق واسع في لبنان، أن رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، ما يزال يمتلك أسهماً كبيرة في شركة "سوليدير"، التي أسسها والده الراحل، رفيق الحريري، وذلك رغم أن اسم سعد الحريري، لا يرد في السجل التجاري الخاص بالشركة.

لكن الشركة تتعامل بصورة رئيسية مع بنك البحر المتوسط، الذي يعد الحريري الابن، مساهماً رئيسياً فيه. كما أن عدداً من مستشاريي الحريري الابن يتولون عضوية مجلس إدارة "سوليدير"، الأمر الذي تفسره مصادر لبنانية، بأنه دليل على أن جزءاً كبيراً من أسهم "سوليدير" ما تزال ملكاً لآل الحريري، وبالتحديد، لرئيس الوزراء السابق، سعد.

و"سوليدير" تملك قلب بيروت، وأغلى العقارات فيها. لكنها باتت في الآونة الأخيرة، متعثرة مالياً.

ما سبق يؤشر إلى أن جريدة "الأخبار" اللبنانية، أرادت التصويب على سعد الحريري، من بوابة الإيحاء بإفلاس بنك لبناني، قام بنشاطات مصرفية تخدم مصالحه.

كما تحدثت الجريدة اللبنانية عن شائعات بخصوص عمليات نقل للودائع من بنك "سوسيتيه جنرال" – لبنان، إلى مصارف أخرى في لبنان.

وقالت "الأخبار" إن ذلك قد يكون الظهور الأول لأزمة "ذوبان رساميل المصارف في لبنان"، مشيرةً إلى "إفلاس تقني"، يجعل البنك عاجزاً عن الإقراض، لكنه لن يصبح مفلساً رسمياً، إلا بإعلان من "مصرف لبنان المركزي".

مضيفة أنه في هذه الحالة "يمكن أن تواصل المصارف القيام بالأعمال الروتينية التي تتعلق بسداد الودائع والقيام بعمليات هامشية من دون أن تكون لديها القدرة على القيام بعمليات إقراض فعلية. باختصار، أصبح سوسيتيه جنرال بنك أول (بنك زومبي) في لبنان".

ورداً على ما سبق، نشر موقع "LBCI Lebanon News" الالكتروني، بياناً من "بنك سوسيتيه جنرال في لبنان ش.م.ل."، فنّد ما قالته الصحيفة اللبنانية المقرّبة من حزب الله. مشيراً إلى أن الإجراء المحاسبي المتخذ من قبل "سوسيتيه جنرال" (فرنسا) باتخاذ مؤونة على مساهمة المصرف المذكور في رأسمال "بنك سوسيته جنرال في لبنان ش.م.ل." هو اجراء متبع عند انخفاض التصنيف الائتماني للدولة التي يعمل فيها المصرف المحلّي، وذلك وفقاً للمعايير المحاسبيّة الدوليّة IFRS.

وأكد البيان أن ذلك لا علاقة له مطلقاً بالوضع المالي للمصرف.

وستكشف الأيام القليلة القادمة، هل سرّب حزب الله معلومات حقيقية تدين "سعد الحريري"، انتقاماً منه، وأن أول بنك لبناني بات في طريقه للإفلاس فعلاً؟.. أم أن الحزب اختلق هذه المعلومات برمتها، بغية تلطيخ سمعة الحريري، لا أكثر..؟!


ترك تعليق

التعليق