فوق الموت.. 100 ألف ليرة لنقل الميت في حماة


الموت ليس خلاصاً في "سوريا الأسد" التي باتت مكاناً غير صالح للحياة، وحتى من كانوا يعتقدون أن موت المريض أقل تكلفة من علاجه، يرون اليوم أن الأمر سيان في ظل ارتفاع تكاليف الدفن حيث سعر القبر والكفن ونقل الميت يحتاج إلى ثروة كبيرة.

نقل الميت.. مصيبة

في مدينة حماة ووفق ما نقلته جريدة تشرين -التابعة لحكومة النظام- ونقلاً عن بعض الأهالي، فإن تكلفة نقل الميت إلى المقبرة التي تبعد حوالي 5 كم عن المدينة تبلغ حوالي 100 ألف ليرة سورية، وهذا ما يضطر بعضهم للاستعانة بسيارات شاحنة وبيكاب لانخفاض تكلفتها.

مكتب دفن الموتى في المدينة حسب تصريح رئيسه، يمتلك أربع سيارات قديمة فقط، ومعطلة أو في الاصلاح أغلب الوقت، وأما رئيس مجلس المدينة فيكتفي بتأكيد المعلومة السابقة، ومع ذلك تتقاضى هذه السبارات أجوراً منها 6500 ليرة كرسوم وخدمات دفن و1000 أجرة نقل المتوفي.

معلقون على الخبر تهكموا على وضاعة التصريح وأداء مكتب الدفن فكتب أحدهم: "حتى الميت لاحقينوا ع قبرو".. وعقّب آخر: "هيك الواحد يبطل يموت.. فوق الموته عصه قبر".

ريف دمشق.. أيضاً

تبدو الحال أقل سوءاً في ريف دمشق الغربي، إذ لا مكتب موتى يهتم بنقل الموتى أو يساهم في إعانة الأهالي الفقراء على دفن من فقدوا، وهذا الدور تقوم به الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير على قلتهم، كما يقول لـ "اقتصاد"، الشيخ (معاذ . خ)، أحد مشايخ الريف الغربي.

نقل الموتى ما زال يتم على الأكتاف للقاطنين في الأحياء المجاورة للمقابر، ومع تشييد مقابر في محيط أغلب المدن يضطر الأهالي للاستعانة بسيارات عامة وهي متفاوتة الأجر. ففي جديدة عرطوز مثلاً يقول "أبو معتز" لـ "اقتصاد": "تبلغ تكلفة نقل الجثمان إلى المقبرة بسيارات البيكاب المفتوحة ما بين 20- 30 ألف ليرة والبعض يتبرع بالنقل مقابل نيل الثواب من الله، وغالباً ما يقوم بذلك الجيران الذين يمتلكون السيارات أو أقارب الميت".

دمشق.. الموت طبقات

في العاصمة يختلف الأمر عن مختلف المحافظات حيث اختنقت المدافن الرئيسة حسب تصريح مدير مكتب دفن الموتى، وصار على الدمشقيين دفن موتاهم خارج مقابرهم حيث التكلفة أقل، إذ وصلت تكلفة شراء القبر في باب الصغير مثلاً أكثر من مليون ليرة سورية.

ويأتي تمسك الدمشقيين بدفن موتاهم في هذه المقابر رغم ارتفاع التكلفة وفق ما قاله "رامز.ح"، لـ "اقتصاد": "نحن أبناء المدينة وأجدادنا وآباؤنا مدفونون فيها فكيف سندفن موتانا بعيداً، وقد اضطررت في الفترة الأخيرة لشراء قبر بطابقين بمبلغ خيالي، ومكتب دفن الموتى يستثمر هذه المقابر كأنها متنزهات أو مولات سياحية".

عموماً بات على السوريين أن يحتسبوا لموتهم قبل حياتهم، وهم من لا يقدرون على الحياة في واقع اقتصادي مأساوي لا تتوفر فيه أبسط حاجياتهم اليومية.

ترك تعليق

التعليق