النظام يتهم التهريب برفع أسعار لحوم طرطوس


نسي المواطن السوري طعم اللحم البلدي، وبدأ يعتاد على البدائل التي اقترب من الامتناع عنها فهي تكاد تصبح فوق طاقته أيضاً، وبعض العائلات الفقيرة تكتفي بمكعبات (ماجي) بنكهة الدجاج، أو تذكر أيام كانت اللحوم متوفرة ورخيصة.

التهريب.. متهماً

صحيفة تشرين الناطقة باسم حكومة النظام التقت برئيس جمعية اللحامين في طرطوس الذي عزا ارتفاع الأسعار إلى نشاط المهربين بالرغم من كون محافظته ليست منتجة وإنما تستجلب استهلاكها من حمص وحماة وفق تصريحه.

المسؤول الأسدي اتهم المهربين الذين لا يهمهم سوى الربح: "اليوم فنحن أمام حركة نشطة وكبيرة لتهريب القطيع بغض النظر إن كان فائضاً أم لا وما يهمهم هو الربح الكبير الذي يحصل عليه المهرب عبر الحدود الشمالية لسورية إلى أن وصلت أسعار اللحوم الحمراء القائمة إلى ما لا يصدقه العقل ولا يستطيع الكثير من المواطنين شراءه".

أما عن الأسعارفي المحافظة فقد ارتفعت بشكل كبير، ووصل سعر كيلو الغنم القائم ما بين 4200-4500 ليرة في سوق حماة، إضافة إلى أسعار النقل وهذ ما يؤدي إلى أن يصل السعر في السوق المحلية إلى ما هي عليه: "تصل إلى /8000/ ليرة لكيلو العجل و/12/ ألفاً لكيلو الغنم".

بطالة القصابين والتجار

التجار والقصابون هم أيضاً بحسب الصحيفة مفلسون ويتعرضون لمآسي السوق، وشريحة القصابين انخفضت مبيعاتها بنسب تتجاوز 50% لعدم قدرة المواطن على الشراء، وهذا ما اضطر بعضهم لإغلاق محلاته. وأما التجار فقد وصل عدد منهم إلى الإفلاس بسبب ارتفاع الأسعاروعدم قدرة القصابين على سداد ذممهم المالية تجاههم.

معلقون على تصريحات المسؤول الأسدي تساءلوا عن الفاعلين في عملية التهريب، وعلّق أحدهم: "عنصر الجمارك له حصانة والمهرب له حصانة والمواطن عنده مناعه". وتهكم آخر من الدور الذي تحاول حكومة الأسد الظهور به من خلال موظفيها: "شو منفهم هلا انو الحكومة عمتشكي هما للمواطن".

أحد المعلقين وضع اصبعه على المشكلة ومن يقف وراءها: "ما يكون الشّعب المسؤول ..بيدهم رؤوس الأموال ، و بيدهم السّلطة ، بيدهم الرّقابة و التفتيش ، و بيدهم المحاسبة ، و هم من يهرّبون ، و لا يخجلون أن يقولوا أنّ التهريب السبب...هم في حدّ ذاتهم عائق متكامل أمام قيام سوريّة".

ريف دمشق.. يكذّبهم

في ريف دمشق الغربي لا تختلف الأسعار وأوضاع الناس والقصابين، عما يجري في طرطوس وسواها، بالرغم من كونها منتجة للحوم والحليب ومشتقاتها، ومع ذلك تجاوز سعر كيلو لحم الغنم 12 ألف ليرة سورية، والعجل 8 آلاف ليرة سورية.

"أبو أحمد" موظف في إحدى مؤسسات "الدولة" الريف الغربي لدمشق، قال لـ "اقتصاد": "راتبي الشهري 42 ألف ليرة سورية وهذا يساوي 4 كيلو لحم فقط، ومنذ أكثر من سنة بالكاد أستطيع شراء فروجين في الشهر، وبقية الحاجات إما بالدَين أو بالتقسيط، وفي كل يوم سعر جديد".

أحد مربي الأغنام البسطاء من الريف الغربي للعاصمة أكد لـ "اقتصاد" أن الأمر يتعدى التهريب ويعود لأسباب أخرى: "بالتأكيد ضعف الليرة وارتفاع أسعار الأعلاف وعلاج الماشية وراء زيادة الأسعار، وأما التهريب فهو قائم من قبل الحرب ومن يشتغلون به هم من أبناء الحكومة".

إبادة الثروة الحيوانية

خلال المقتلة السورية عمد النظام إلى إبادة الثروة الحيوانية في ريف دمشق وبالتحديد في الغوطتين الشرقية والغريبة، وقامت قوات الأسد ومخابراته بقتل آلاف الأبقار انتقاماً من ثورة الأهالي ولأجل إخضاعهم. ووحدها بلدة (يلدا) شهدت مجرزة أبقار في 2012 لحوالي 1500 رأس في ليلة واحدة.. فمن المسؤول؟!

ترك تعليق

التعليق