أهلنا في المحرر: لا تهلعوا من "كورونا"، وتعرّفوا كيف تحموا أنفسكم


منذ ظهور فيروس كورونا نهاية العام ٢٠١٩ في منطقة وهان في الصين، كثر الحديث عنه في الإعلام وأصبح حديث الناس في ظل تزايد أعداد المصابين وتوسع مناطق انتشاره حتى وصل للجارة تركيا، والعاصمة دمشق الواقعة تحت سيطرة النظام، في ظل تكتمه على الموضوع بحسب تقارير إعلامية.

 ومع زيادة انتشار الفيروس زادت الشائعات والمعلومات الخاطئة حول أعراض إصابته والوقاية منه بين مهولٍ وآخر لا مُبالٍ.

في دكان الحلاق "أبو ربيع" وسط مدينة إدلب، دار الحديث حول "كورونا" حيث قال أحد الجالسين، ويدعى "مازن"، "كورونا ع الشوب بموت وما في داعي للخوف لأنو قرب الصيف".

ورد عليه آخر: "كلامك صح وكتر أكل ثوم وبصل ما بتنصاب". بينما سخر "أبو ربيع" من الموضوع معتبراً أنه كلام فارغ وتهويل إعلامي، في حين قرر "مصطفى" وهو أحد الجالسين في الدكان شراء كمامة وتجهيز بيته بمختلف أنواع المعقمات.

لا تهلعوا

مرض كوفيد-19 والذي ينتمي لفصيلة الفيروسات كورونا هو مرض يصيب الجهاز التنفسي ومن أبرز أعراضه ارتفاع بدرجة الحرارة وسعال جاف واحتقان أنف قد يصاحبها التهاب بالحلق أحياناً وبذلك فإن أعراضه تتشابه مع نزلة البرد "الكريب" ولكن السعال الجاف وصعوبة التنفس هي ما تميزه.

وبحسب تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن بعض الناس يصابون بعدوى المرض دون أن تظهر عليهم أي أعراض ويتعافى نحو ٨٠% منهم دون الحاجة لعلاج خاص.

كما لم تتجاوز نسبة الوفيات من فيروس كوفيد -19 "كورونا"، 3%، من مجمل الإصابات حول العالم وكان أغلب المتوفين يعانون من ضعف في المناعة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة كـ السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وغيرها.

وكان سبب الخوف الرئيسي الذي صاحب انتشار الفيروس هو القرارات الجماعية التي اتخذتها الدول من إغلاق المدارس والجامعات وإلغاء أي مظاهر للتجمعات وإيقاف شبه كامل لحركة المطارات، وهذه التدابير اتخذت للحد من انتشار المرض والسيطرة عليه، وقد نجح الكثير منها في تحقيق ذلك، بما فيها الصين البلد المصدر للفيروس. لذلك ينصح مراقبون الناس بعبارة "لا تهلعوا".

ولكن احذروا

بدايةً، لا علاقة لحالة الطقس في انتشار المرض، فلا البرودة الزائد ممكن أن تزيد انتشاره، ولا ارتفاع الحرارة ممكن أن يقضي عليه، كما أن حبوب الالتهاب تقضي على الجراثيم، و"الكورونا" عبارة عن فايروس.

ولمزيد من المعلومات التقى "اقتصاد" مع الدكتور أيمن خسرف، أخصائي تشخيص مخبري، حيث تحدث عن طرق انتقال فيروس كورونا موضحاً طرق الوقاية منه.

الخسرف يقول: "تنتقل العدوى من شخص مصاب بالمرض للآخرين عن طريق الرذاذ المتطاير من الأنف أو الفم أثناء الكلام أو العطاس وتنتقل بملامسة الأسطح التي تتطاير عليها الرذاذ باليدين ومن ثم وضعها بالفم أو الأنف أو العينين".

وعند وصول الفيروس للجسم فإنه يبحث عن مدخل للوصول للرئتين حيث يستقر لتنشأ بعدها معركة بينه وبين دفاعات الجسم وفي مقدمتها "الكريات البيضاء"، ومن الممكن إذا كان الشخص يمتلك مناعة قوية أن لا يتمكن الفيروس من اختراقه ومن المحتمل أن تظهر الأعراض على الشخص الذي يصاب بالمرض خلال مدة تتراوح بين يومين حتى 14 يوماً.

أما بالنسبة لطرق الوقاية فهي سهلة وبسيطة ومتمثلة بالمحافظة على النظافة الشخصية من غسيل متكرر لليدين بالماء والصابون ولا حاجة للمعقمات، كما أن وضع الكمامة مخصصة للأناس المصابين أو في الأماكن التي أصبح فيها انتشار الفيروس كبير جداً كأوروبا مثلاً.

هل توجد أطعمة تقي من الفيروس؟

يجيب "الخسرف" أنه لا يوجد أطعمة ممكن أن تقي من الفيروس ولا خلطات عجيبة لإزالة المرض كما أنه لا يتوفر إلى الآن علاج له أو لقاح للوقاية منه سوى تعزيز مناعة الجسم التي من الممكن أن تقضي عليه.

ما احتمالية الإصابة بكورونا؟

ترتفع احتمالية الإصابة بفيروس كورونا في الأماكن الذي ينتشر فيها بينما تكون شبه معدومة في الأماكن التي لم تسجل أي إصابة بالفيروس.

وتعتبر مناطق الشمال السوري مناطق آمنة نسبياً كونها محجوزة عن أماكن انتشار الفيروس.

وعند ظهور أولى الحالات في تركيا عملت مناطق الشمال على إغلاق المعابر وشددت الإجراءات الطبية. كما أغلقت المعابر التي تصلها بمناطق النظام.

وكما تم منع التجمعات خلال هذه الفترة وتعطيل الجامعات والمدارس. لكن يجب، إضافة إلى ما سبق، العمل على تعقيم الأماكن العامة من مدارس وجامعات ومشافي ومناطق تجمع المخيمات.

والجدير بالذكر أن المناطق المحررة في الشمال السوري لم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا حتى ساعة إعداد التقرير، وفي حال تم تنفيذ هذه الإجراءات بحزم فإنها ستمنع من انتشار الفيروس ضمن هذه المناطق، لأنه لا يمكن أن ينتشر عبر الهواء، ولا أن ينتقل إلا من شخص مصاب بالمرض.

ترك تعليق

التعليق