شركات الطيران بالشرق الأوسط تخسر 7 مليارات دولار بسبب كورونا


علقت سبع دول شرق أوسطية جميع الرحلات الجوية التجارية بسبب الانتشار السريع لفيروس جديد، بينما أعلن أكبر اتحاد تجاري في صناعة الطيران اليوم الخميس أن شركات الطيران في المنطقة خسرت بالفعل أكثر من 7 مليارات دولار من العائدات.

قال اتحاد النقل الجوي الدولي، الذي يمثل حوالي 290 شركة طيران حول العالم، إن قيود السفر التي فرضتها الدول لإبطاء وتيرة انتشار الفيروس "لها آثار بعيدة المدى أكثر من أي شيء رأيناه من قبل".

ودعا الاتحاد إلى مساعدة مالية طارئة تصل إلى 200 مليار دولار لشركات الطيران حول العالم.

في الشرق الأوسط وحده، تم إلغاء 16 ألف رحلة طيران منذ نهاية يناير / كانون ثان.

وقال اتحاد النقل الجوي الدولي إن الخسائر المالية يتم ترجمتها إلى مئات الآلاف من الوظائف المعرضة للخطر.

يوجد في الشرق الأوسط حوالي 20 ألف حالة إصابة بالفيروس، معظمها في إيران أو مرتبطة بالسفر من إيران.

أودى الفيروس بحياة 149 شخصا آخر في الساعات الأربع والعشرين الماضية في إيران، ما رفع عدد الموتى هناك إلى 1284 وسط أكثر من 18 ألف حالة إصابة مؤكدة.

وبالفعل، حثت شركات الطيران الكبرى مثل طيران الإمارات الطيارين وأطقم الطائرات على أخذ إجازة بدون أجر.

وبرزت تقارير تفيد بأن الخطوط الجوية القطرية قامت بتسريح مئات الموظفين.

ولم ترد شركة الطيران على الفور على طلب التعليق.

فقدان الوظائف في الشرق الأوسط له عواقب بعيدة المدى بشكل خاص على ملايين العمال الأجانب الذين يرسلون تحويلاتهم المالية إلى أسرهم في أوطانهم بالهند وباكستان والفلبين ودول أوروبا الشرقية.

وتعتمد دول الخليج مثل قطر والإمارات العربية المتحدة بشكل كبير على الأجانب للعمل كطاقم دعم في المطارات وكطيارين وعمال نظافة وكأفراد لأطقم الطائرات.

قال محمد البكري، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط في اتحاد النقل الجوي الدولي "إياتا" في مؤتمر صحفي عبر الهاتف، إن "الكثير من الوظائف في خطر، فقد تضررت اقتصادات دول، وتلقت شركات الطيران في الشرق الأوسط ضربة قوية".

وأضاف "نحن نعاني، نعاني. نحن ننزف".

تعد هذه أقوى مناشدة يطلقها البكري حتى الآن للحكومات للتدخل ومساعدة العديد من شركات الطيران المملوكة للدولة بشكل عاجل عن طريق خفض الضرائب وتقديم مساعدات مالية.

اليوم الخميس، أصبحت مصر ولبنان أحدث دولتين في الشرق الأوسط تغلقان المطارات وتعلقان جميع رحلات الركاب، وتنضمان في ذلك إلى السعودية والعراق والأردن وتونس والمغرب.

أعادت الحكومة السودانية الانتقالية فتح المطارات لمدة 48 ساعة فقط للسماح للسودانيين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج بالعودة إلى بلادهم، والسماح للمغتربين بمغادرة البلاد.

كما أغلقت الحكومتين المتنافستين في ليبيا المطارات والمعابر الحدودية، وسمحتا فقط بالرحلات المعنية بالإغاثة الإنسانية والشحن.

قامت دول أخرى بتقليل أو إيقاف جميع الرحلات الجوية والمعابر الحدودية إلى حد كبير.

بعض الدول، مثل العراق ولبنان، أمرت المواطنين بالبقاء في منازلهم لاحتواء الفيروس.

تلقت شركات خاصة ومطاعم ومؤسسات حكومية أوامر بالإغلاق في عدة بلدان بالمنطقة، باستثناء مخابز ومتاجر وصيدليات، وكذلك بعض البنوك.

"منذ فبراير/ شباط الماضي، سرحت شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية (إل عال) ألف موظف، ومنحت 5500 آخرين إجازة غير مدفوعة الأجر- وهم جميع موظفيها"، حسبما قال إيتان أتياس المتحدث باسم الشركة لأسوشيتد برس. خفضت الشركة رحلاتها من 47 وجهة حول العالم إلى ست وجهات فقط: نيويورك ونيوارك وباريس ولندن وتورنتو وجوهانسبرغ.

وقال البكري إن الحجوزات الدولية انخفضت بنسبة 40 بالمائة بشركات الطيران في الشرق الأوسط، كما تأثرت الحجوزات المحلية. وقال إن خسارة شركات الطيران في الشرق الأوسط بلغت 7.2 مليار دولار حتى 11 مارس/ آذار، مقارنة بإيرادات العام الماضي في نفس الفترة.

في مصر، البلد العربي الأكثر اكتظاظا بالسكان، هناك ما يقرب من 138 ألف وظيفة معرضة للخطر، حيث فقدت شركات الطيران عائدات تقدر بمليار دولار، وفقا لاتحاد النقل الجوي الدولي.

في السعودية، التي علقت العمرة على مدار العام إلى مكة المكرمة، تم تسجيل خسائر قدرها 3 مليارات دولار وهناك توقعات بفقد أكثر من 148 ألف شخص وظائفهم.

وقال البكري إن شركات الطيران قادرة على تحمل الخسائر المالية لنحو شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأكثر.

وأشار إلى أن 163 ألف شخص آخرين معرضون لخطر فقدان وظائفهم في الإمارات العربية المتحدة، التي تمتلك أضخم شركة طيران وأكثر المطارات ازدحاما في العالم. وقال البكري إن شركات الطيران الإماراتية تحملت أكثر من ملياري دولار من خسائر الإيرادات الأساسية.

لم تغلق الإمارات مطاراتها، لكنها منعت دخول جميع الزوار وحتى المقيمين فيها من السفر. القرار، الذي يمكن أن يستمر لمدة أسبوعين في الأقل، سيؤثر على الأشخاص الذين توجد منازلهم وأطفالهم وحساباتهم المصرفية وسبل عيشهم في البلد، ولكنهم يسافرون أو متواجدون خارج البلاد. وسيسمح للمواطنين الإماراتيين فقط بالعودة.

دولة الإمارات فريدة من نوعها حيث ان 10 بالمائة فقط من سكانها، أو حوالي مليون نسمة، هم مواطنون إماراتيون، اما البقية، 90 بالمائة، فهم من المقيمين الأجانب الذين يدعمون اقتصادها ويحافظون على تشغيل البلاد. وتشغل العمالة الأجنبية غالبية الوظائف في قطاعات البناء والنقل والضيافة والمبيعات والطب والتعليم وقطاعات رئيسية أخرى. كما أعلنت الإمارات أنها ستعلق جميع تصاريح العمل الجديدة، بما في ذلك الخاصة بالسائقين وعاملات المنازل، حتى "إشعار آخر".

بالنسبة لمعظم الناس، يتسبب فيروس كورونا فقط في أعراض خفيفة إلى متوسطة كالحمى والسعال.

وبالنسبة لآخرين، خاصة كبار السن والذين يعانون من مشكلات صحية مزمنة، قد يتسبب في أمراض خطيرة كالالتهاب الرئوي.

وتتعافى الأغلبية العظمى من الفيروس.

أفادت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن 17 طبيبا، بينهم خمسة وزراء صحة سابقين، حثوا الرئيس الإيراني حسن روحاني في رسالة على فرض حجر صحي واسع النطاق لمنع وقوع المزيد من الإصابات والوفيات.

وانضمت إيران إلى دول أخرى اليوم الخميس في اصدار أوامر بإغلاق جميع مراكز التسوق لمدة أسبوعين. وأفادت وسائل الإعلام الحكومية أنه سيتم فتح الصيدليات ومتاجر المواد الغذائية فقط.

وأعلنت إيران اليوم الخميس أيضا أن 10 آلاف سجين - بينهم عدد غير معروف من السجناء السياسيين - سيتم منحهم العفو بموجب مرسوم أصدره المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بمناسبة عام النيروز الجديد.

وقد أفرجت الدولة بالفعل عن 85 ألف سجين في إجازة مؤقتة للحد من انتشار الفيروس داخل السجون.

ترك تعليق

التعليق