مخاتير الخبز بدمشق.. ربطة لكل 8 أشخاص


(الصورة لازدحام أمام سيارة مُعتمد يوزع الخبز - نشطاء)

بعد قرار النظام إغلاق الأفران أمام الأهالي والتوزيع عبر المخاتير وبعض من أسماهم اللجان الشعبية، دخل المواطن السوري في مرحلة جديدة من الذل. وقد انتشرت بالأمس صور للركض وراء عربة التوزيع في حلب. وفي العاصمة المشاهد لا تختلف عن مثيلاتها في مناطق سيطرة النظام، حيث تواصل "اقتصاد" مع بعض المواطنين لسؤالهم عن الطريقة التي يصلهم بها، نصيبهم اليومي من الخبز.

ربطة لكل عائلة

"أبومحمد فوزات"، سائق تكسي بدمشق، قال لـ "اقتصاد": "حضرت سيارة التوزيع اليوم مع أحد أعضاء الفرقة الحزبية واللجان الشعبية وأعطت كل عائلة تتالف من 8 أشخاص ربطة خبز واحدة، وعند اعتراض أحد الناس صرخ بوجهه المسؤول الحزبي أن الحكومة أدرى بما يكفي المواطن".

شخص آخر من حي المزة قال لنا ساخراً: "الله يرحم أيام الزحمة نحنا لدينا كورونا في كل شيء في الخبز والغاز والمصاري والكرامة".

تجارة.. وواسطات

في ريف دمشق الغربي، ظهر الأسوأ حسب بعض المواطنين، الذي اشتكوا من عملية التوزيع التي أخذت بعين الاعتبار الاهتمام بعناصر النظام ومساكنه العسكرية، حيث كانت لها الأولوية في التوزيع وكميات الخبز، فيما تم توزيع ربطة خبز واحدة على عائلات كبيرة.

"منصور" موظف حكومي، أعرب عن سخطه من طريقة التوزيع: "حتى بأوقات الوباء يوجد (خيار وفقوس) لا يمكن أن تكفي ربطة خبز لعائلة كبيرة، وبينما المدعومين يأخذ الشخص الواحد ربطة كاملة".

الأخطر هو ما نقله "أبو سامر" من سكان الريف الغربي لـ "اقتصاد": "يتاجرون بالخبز على عينك يا تاجر، بيعت ربطة الخبز للميسورين بـ 400 ليرة فوق حصصهم التي استلموها على دفتر العائلة، والبعض أخذ خبزاً على دفاتر عائلة وهمية".

القادم أسوأ

ما يخشاه المواطن هو في حال إعلان النظام عن حالة طوارئ وإغلاق عام وطويل الأمد، وهذا الأمر يبدو قريباً حيث من الممكن أن تنفجر الأوضاع التي يحاول نكرانها حالياً، مع تناقل بعض الأنباء عن إصابات في أماكن متعددة في اليومين الأخيرين.

"مجد" صاحب سوبر ماركت قال لـ "اقتصاد": "الله يسترنا من الأيام القادمة في ظل عدم وجود جهات رقابية وتسلط المسؤولين وأزلام النظام وهذا يعني دخولنا في حالة فوضى وظلم للفقراء والمعدمين".

هل يفضح كورونا عجز النظام أيضاً بعد أن فضحته كل الهزات السابقة؟، وهل سيدوم الصمت بين مؤيديه عندما تصل المأساة والحاجة إلى خبز أبنائهم؟

ترك تعليق

التعليق