سبعة أرغفة لكل ثلاثة أشخاص.. ومن يأكل أكثر، فليدفع عشرة أضعاف


يقف الشعب السوري على أعتاب مرحلة جديدة، مع إعلان النظام أنه بصدد توزيع الخبز على البطاقة الذكية، بمعدل ربطة من سبعة أرغفة لكل ثلاثة أفراد من العائلة، ثمنها 50 ليرة سورية، ما يعني أن من يريد أن يأكل أكثر فليشتريها من السوق السوداء، بمبلغ 500 ليرة سورية، أو يشتري خبزاً سياحياً حيث يبلغ ثمن الربطة 700 ليرة سورية.

قرار توزيع الخبز على البطاقة الذكية، لم يصدر عن رئيس الحكومة أو وزير التموين، وإنما أعلنه محافظ ريف دمشق، الذي قال إن العمل بهذا الإجراء سوف ينطلق بمحافظته، بدءاً من يوم السبت الماضي، ثم سيتم تعميمه على باقي المحافظات خلال أسبوع أو أكثر بقليل.. ولعل ذلك ما يشير إلى أن النظام يريد أن يمرر القرار، دون إعلام أو إعلان رسمي، خوفاً من أن يتسبب ذلك بإثارة ضجة كبيرة للرأي العام في الداخل والخارج، بينما سابقاً لم يتحرج وزير التموين من إعلان توزيع زيت القلي على البطاقة الذكية، بل اعتبر ذلك نصراً جديداً للحكومة على "المؤامرة الكونية"..

الأمر الآخر الذي يرفض النظام مصارحة الشعب السوري فيه، هو أن البلد خالية من مخزون القمح، وأن روسيا ترفض تزويده بأية كميات قبل أن يدفع ثمنها بالدولار كاملاً، وذلك خشية أن يقول له الشعب: "ألم تقل لنا أن روسيا حليفة وأنها تقف إلى جانبنا..؟".

وقد حاول النظام في الأسابيع الماضية أن ينشر على وسائل الإعلام أنه اتفق مع الجانب الروسي على توريد 300 ألف طن قمح، وأنها وصلت إلى الميناء، بينما كذّبت وسائل إعلام روسية الخبر، مشيرة إلى أن اتفاقاً من هذا النوع لم يتم مع أي من الأطراف السورية.

ومن جانب ثانٍ، يعول النظام على محصول القمح لهذا الموسم، حيث يتوقع أن يشتري من الفلاحين ما كميته أكثر من 600 ألف طن، أي ما يعادل نصف الاحتياج السنوي لسوريا من القمح ، إلا أنه مع قرار توزيع الخبز على البطاقة الذكية، فإن ذلك سوف يدفع الفلاحين، بحسب الكثير من المتابعين، إلى الاحتفاظ بمحصولهم لأنفسهم أو بيعه في الأسواق الداخلية، حيث يتوقع أن تعود ظاهرة صناعة الخبز في المنزل، للازدهار من جديد.


(الصورة المرفقة أرشيفية تعود إلى ما قبل عامين في دوما، بريف دمشق)

ترك تعليق

التعليق