مبادرة "نص علينا ونص عليك".. يوم واحد للكذب


"طلعنا وانتظرنا وما اتت اي سيارة للتسوق في حي العمارة. ليكون قصدكم حي العمارة بمحافظة اخرى غير دمشق".. هذا ما علّق به أحد المواطنين على خبر قيام محافظة دمشق بتوزيع الخضراوات بنصف قيمتها في أحياء مدينة دمشق ضمن مبادرة (نص علينا ونص عليك)، والتي تستمر لنهاية شهر رمضان، وفق إعلان المحافظة.

أسواق برعاية المحافظ

في محافظة ريف دمشق بادر أيضاً محافظها لرعاية ما يسمى السوق الشعبي في جرمانا لبيع الخضار والفواكه بأسعار مخفضة، وانتشرت صور البندورة بـ 500 ليرة للكيلو وكذلك الزهرة بـ 200 ليرة، وهذا ما حظي بتطبيل صحف النظام إلا أن الوقائع على الأرض ليست كما في صحف النظام.

أبو هيثم من ريف دمشق الغربي قال لـ "اقتصاد" حول أسعار اليوم بمدينته: "لا يوجد أي سيارة لبيع الخضار بالسعر المخفض وما زالت البندورة الصالحة للطعام بـ 800 ليرة أما بندورة الطبخ (المهترية) بـ 500 ليرة، وأما الباذنجان والبطاطا ما بين 350-400 ليرة سورية".

نص علينا.. كذبة

"اقتصاد" اتصل فور نزول إعلان المبادرة بأحد القاطنين في دمشق، فأكد أن الحالة إعلامية لا أكثر: "يبدو أن المحافظة تريد التسول على أوضاعنا والدعاية للمحافظ على أنه كريم مع مواطني المدينة الفقراء، وأنا أقطن في أفقر أحياء المدينة (بيادر نادر) القريب من كفرسوسة والأسعار ما زالت مرتفعة وسيارات الخضار الرخيصة لم نسمع بها".

"أبو شادي" أحد سكان دمشق أيضاً، قال لـ "اقتصاد": "الانخفاضات على الأسعار التي يتم الترويج لها لا أساس لها من الصحة وإن كان البيض انخفض حوالي 100 ليرة للطبق فأصبح سعره 2300 ليرة، وأما سعر كيلو اللبنة بـ 1200 ليرة، وأرخص نوع جبنة بلدية 1500، والزيتون بـ 1000 ليرة".

وجهة نظر.. مفلسة

مواطن آخر يرى أن القصة ليست في غلاء الأسعار، وأن معاناة السوريين في مكان آخر، وأن انخفاض أسعار بعض السلع لا يعود لتدخل حكومة النظام وخشيتها على بطون السوريين. يقول "معتز. ر" من سكان الريف الغربي لـ "اقتصاد": "ببساطة نزلت بعض الأسعار قليلاً لأنه لا يوجد اقبال على الشراء فالسوريون قد أفلسوا وأصبحوا غير قادرين على شراء أبسط حاجياتهم".

أما كيف يتسوق السوريون فهي مأساة أخرى يرويها "رامي" لـ "اقتصاد": "لا يوجد موطن يشتري كما كان أيام زمان، فهو لا يجرؤ على شراء كيلو لبن مصفى مثلاً فيشتري بـ 200 ليرة، ونصف كيلو زيتون، وبـ 200 ليرة بيض وهكذا.. فالشراء أصبح باليوم، وعلى قدر الوجبة.. وبكرة بيفرجها الله".

ترك تعليق

التعليق