قائمة مخالفات مرورية جديدة.. وقصة "العداد – السبوبة"


"لا يوجد اليوم من الشرطة من يقبل رشوى بـ 200 ليرة .. (بس الزرقاء هي الشغالة).. وهي تدفع إن كنت ستدفع المخالفة أو لا، ولم يتغير شيء أبداً في سلوكهم بالرغم من الجوع والفقر"، هذا ما قاله "أبو محمد"، سائق التكسي، لـ "اقتصاد".

يتابع "أبو محمد" حديثه حول يومياته هذه: "من يركب التكسي اليوم هم من يملكون المال والذين يرتدون البزة العسكرية وهؤلاء لديهم مصادر دخل مختلفة".

قائمة مخالفات جديدة

أما حكاية المخلفات فهي قصة لوحدها بالنسبة للسائقين فهي على كثرتها، يمكن أن يتم دفعها كما في العادة، بالاستعاضة عنها برشوى. يقول "ضرار"، سائق تكسي آخر، لـ "اقتصاد": "مخالفة تشويه لوحة أو تركيب فيميه أو الصادم المشوه كلها مخالفات ندفعها للشرطة على شكل رشاوى دون كشوفات كما كنا في السابق".

"ممتاز" سائق تكسي بدمشق تحدث عن قائمة جديدة للمخالفات ستصدر قريباً بلغتهم عنها الشرطة لكنها لم توزع للآن، وأما بخصوص وجهة نظره حول ارتفاع قيمتها فيقول لـ "اقتصاد": "الدولة مفلسة وكذلك الشرطة يريدون مصاري بأي شكل كما كانوا بالسلبطة والغصب".

العداد.. سبوبة

عداد التكسي مصدر رزق للشرطة وخشية من السائقين بالرغم من أنه لا يتقيد به أحد كما يقول "خالد" من الريف الغربي لدمشق: "العداد فقط منظر ليراه الشرطي وأما الراكب فيحب الاتفاق مع السائق على المشوار، وهذا ما يجري هو اتفاق بين طرفين".

مخالفة العداد يسميها "عمر" الذي يعمل في كراج السومرية (سبوبة) وهي في حال الشكوى من الراكب للشرطي لا تحل بأقل من 5000 ليرة وأما السبب: "قيمة المخالفة 700 ألف ليرة وسجن شهر لذلك نحاول أن نتجنب الشرطة وعدم ازعاج الراكب لأنها (خراب بيوت)".

بلد.. ميتة

حال السائقين عموماً سواء كانوا من العاملين على التكسي أو السرافيس هي من حال الشعب، وحتى من يملكون سياراتهم هم إما شركاء مع آخرين أو ممن باعوا بيوتهم ومصاغ نسائهم لكي يعملوا، وكل السوريين يعرفون حكاية السرافيس التي كانت سبب مصائب مئات العائلات في ريف دمشق وغيرها من المدن السورية.

يصف "وليد" صاحب سرفيس على أحد خطوط ريف دمشق الواقع الحالي لمهنتهم، فيقول لـ "اقتصاد": "أنا من عائلة باعت ما تملك من أراضٍ زراعية لشراء هذا الميكرو وحالياً هو من يصرف على ثلاث عائلات، هذا عدا عن سائقي الورديات، وجاء كورونا ليخرب بيوتنا فالبلد ميتة حالياً ومتنا معها، وأسعار قطع الغيار والاصلاح نار لا يمكن تحملها".

في دويلة البعث الظالمة والمسروقة لا يمكن لسوريّ أن يتحدث عن الراحة والأمل.. هناك فقط لصوص وفقراء.

ترك تعليق

التعليق