ما هو الحل لحفظ حقوق عمال إدلب الذين يعيشون على أقل من (1 دولار) يومياً؟


يحصل "سليم" الذي يعمل في متجر لبيع اللحوم في إدلب على أجر يقل عن 1 دولار يومياً، لأنه لا يزال يتقاضى أجره بالعملة المحلية التي أوشكت على الانهيار مع تطبيق قانون أمريكي من شأنه إطباق الحصار على النظام ما لم يمتثل لشروط تفرضها الولايات المتحدة للحل في سوريا.

يقول سليم إنه لايزال يتقاضى مبلغ 2000 ليرة سورية لقاء 12 ساعة عمل على الأقل. في متجر اللحوم حيث يعمل سليم ينهمك عدد من زملائه في العمل ويبلغ أدنى أجر يومي يحصل عليه أصغر العمال 1000 ليرة سورية بينما لا تتجاوز أجرة أكبرهم 3000 ليرة سورية.

وبينما كانوا يقطعون اللحم للزبائن قال سليم وزملاؤه: "هكذا يعيش آلاف العمال هنا"، في إشارة إلى الأجور القليلة التي لا تكاد تكفي لشراء الخبز وبعض المواد الأساسية في آخر قطاع تديره قوات المعارضة في سوريا، حيث يعيش أغلب العاملين بالأجرة على مبلغ لا يتجاوز الدولار الأمريكي الواحد يومياً، ما سيؤدي إلى كارثة في حال هوت العملة المحلية (السورية) مجدداً.

هل من حل للمسألة؟

هناك اقتراح يعمل عليه البعض لتفادي حالة الدخل الضئيل ويتمثل بتثبيت أجور العمال بالعملة الأجنبية كي لا تتأثر بجنون سوق الصرف الذي يديره كبار المضاربين.

وقال خمسة عمال تتوزع أعمالهم بين العمل في المحلات التجارية وفي قطاف الكرز والفاكهة والبناء إنهم يشعرون بـ "ظلم فظيع" جراء الأجور القليلة جداً التي يحصلون عليها.

وقال أحد العمال الخمسة ويدعى "أبو محمود" ويعمل بالفلاحة: "الجميع يريد أجرته بالعملة الأجنبية.. الليرة (السورية) لم تعد ذات قيمة".

لا يكاد الأجر اليومي الذي يحصل عليه أبو محمود (3000 ليرة) يكفيه لشراء الخبز ووجبة الغداء في الوقت الراهن بسبب تدهور الليرة السورية.

لكن في حال تمكن من الحصول على أجر ثابت بالدولار أو الليرة التركية "سيتمكن المرء من الحصول على معيشة مقبولة أحسن من الحياة القاسية التي نعيشها اليوم"، وفق ما قاله لنا "أبو محمود".

وسأل "اقتصاد" قرابة 15 عاملاً من بينهم العمال الخمسة وسليم وزملاؤه حول رأيهم بتثبيت الأجور بالليرة التركية أو الدولار فأبدوا تقبلهم لهذه الخطوة حيث اعتبرها البعض طوق النجاة الذي يقيهم من قسوة الحياة في ظل تفاقم الغلاء.

واستجابة لطلبات عمالها قررت محلات تجارية في إدلب تثبيت أجور عمالها بالعملات الأجنبية لكن ما يدعو للأسف أن هذه الإجراءات لم تحفز بقية الشركات على القيام بهذه الخطوة.

تجربة ناجحة

خاض "مالك نبهان" تجربة تثبيت أجور عمال شركة النبهان للتجارة في سرمدا بالدولار ويرى أنها تجربة ناجحة ومن شأنها الحفاظ على حقوق العمال المهضومة من قبل معظم أصحاب الشركات والمحلات التجارية.

يقول "نبهان" لـ "اقتصاد" إن الأجور الأسبوعية للعامل لا تزال تتراوح بين 10 آلاف وحتى 20 ألف ليرة سورية. لذلك قامت شركته بتثبيت أجور العاملين لديها بالدولار.

يتابع: "أغلب أجور العمال عندما كانت قيمة الدولار بـ 600 ليرة حوالي 12 ألف حتى 15000 ألف ليرة بالأسبوع. قمنا بتقسيم المبلغ السوري على 600 فأصبحت الأجور الأسبوعية لدينا بين 20 دولار حتى 25 دولار".

(صورة حصل عليها "اقتصاد" من شركة النبهان التجارية - الصورة منشورة سابقاً في فيسبوك وتأكد "اقتصاد" من صحتها)

في انتظار قرار رسمي

في وقت سابق، قال وزير في حكومة الإنقاذ لـ "اقتصاد" إن حكومته اجتمعت مع الاتحاد العام للنقابات وعدد من النقابات لمناقشة واقع العمال بشكل عام.

وقال "باسل عبد العزيز" وزير الاقتصاد والموارد لدى الحكومة التي تدير ما تبقى من إدلب وما حولها من الأرياف، "الحكومة طلبت من النقابات دراسة تثبيت الحد الأدنى من الأجور بالدولار أو الليرة التركية ليتم اعتمادها من الوزارات المختصة بكل نقابة".

ونشر "اقتصاد" في تحقيق "إدلب على وشك استبدال عملتها بالليرة التركية" أن "الإنقاذ" بالتنسيق مع صرافي إدلب يحاولون تتريك العملة لتغدو خلال عدة أشهر العملة الأساسية للتداول ودفع الأجور في حين لن يتم التخلص من الليرة السورية تماماً لكنها ستغدو في نهاية القائمة.

ومن شأن هذه الخطوة أن تساعد العمال في الحصول على أجور ثابتة لا تتأثر بالقفزات المجنونة للدولار مقابل العملة المحلية.

ترك تعليق

التعليق