فارس الشهابي يخرج من مجلس الشعب.. ويضرب خبط عشواء


لم يشأ فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية، أن يكون خروجه من مجلس الشعب عادياً، وذلك بعد فشل كامل كتلته في الانتخابات لصالح كتلة حسام قاطرجي، بل أعلن بنفسه وعلى صفحته الشخصية في "فيسبوك" بأن هناك مؤامرة ضده، ثم قام بفتح النشر عليها، لمؤيديه، والذين وصل بهم الأمر إلى حد التطاول على "الرفاق في القيادة"..!

وحاول الشهابي أن يظهر بأن هناك صدمة كبيرة في حلب جراء فشل كتلته في الانتخابات البرلمانية، وأن هذا الفشل لم يكن بسبب نقص شعبيته، وإنما بسبب التلاعب الذي قادته جهات نافذة، ألمح فيها إلى "حسام قاطرجي"، والذي اتهمه كذلك بالفساد، وبأنه من "دواعش الداخل"، في إشارة إلى تجارته للنفط مع هذا التنظيم.

وكتب على صفحته في "فيسبوك": "الرسالة كانت واضحة.. إما الطاعة العمياء لمنظومة الفساد المتنامية.. او الاقصاء و العقاب..! حربهم ضدنا كانت علنية أمام الجميع و جندوا لها مليارات النفط المسروق و كل عفاريت الارض.. و نسي هؤلاء جميعاً أن حلب ليست ملكهم و لن تكون ابداً.. حلب ستبقى لأهلها..!".

وأضاف: "ندمي الوحيد هو انني لم انسحب بعد زيارة (الرفيق) التوجيهية قبل الانتخابات.. يمكن لأنني مقاتل بطبعي! .. و نستمر كما كنا قبل 2016".

وختم منشوره بهاشتاغ: "لا لدواعش الداخل .. سوريا أولا".

وقبل هذا المنشور، كتب الشهابي منشوراً مطولاً، شرح فيه أسباب خوضه انتخابات مجلس الشعب، وكيف أنه كان متردداً منذ البداية، بسبب إدراكه بوجود تدخل واسع فيها، إلا أنه قرر المجازفة لـ "تقديم نموذج مدني عصري للانتخابات البرلمانية يعتمد على مخاطبة العقل ويركز على العلم والعمل والإنجاز والشفافية".

وتهجم الشهابي في المنشور على حسام قاطرجي دون أن يذكره بالاسم، ملمحاً إلى أنه تعرض لضغوط من أجل التحالف معه والانضمام إلى كتلته، لكنه رفض، "فضلت عدم التحالف مع الفاسدين في تشكيل القوائم و نلت شرف مواجهة تكتل امراء الحرب مع منظومة الفساد التي حاربتني بكل شراسة و قذارة في هذه الانتخابات و لم استخدم أساليبها و ممارساتهم المعيبة و حافظت على نظافتي و سمعتي و ربحت ضميري".

وشن الشهابي هجوماً واسعاً على من تسببوا بخسارته، لكنه لاحقاً قام بتعديل المنشور، مع التأكيد على أنه تعرض للإقصاء ولـ "مؤامرة خبيثة ومكشوفة وبأساليب قذرة ومفضوحة هدفها الأساسي كان الانتقام مني وإضعاف الكتلة الصناعية الضخمة التي أمثلها كحالة وطنية صوتها عالي و مستقل، ولا تخضع للإملاءات و الأوامر و لا تلين امام أحد و خاصة دواعش الداخل"، والكلام للشهابي.

وحمل التعديل كذلك، توجيه التهنئة للفائزين، والتي لم تكن موجودة في النص الأساسي، إلا أنه ظل يؤكد على أنه لم يخسر في الانتخابات وإنما تم "تخسيره"، إذ قال: "ولو كنت خسرت فعلاً في انتخابات شفافة و نظيفة لكان الأمر مختلفاً".

وأضاف بأنه لم يندم على ممارسة حقه الدستوري في الترشح ولا على مواجهة منظومة الفساد، وبأنه سيبقى يواجهها ما دام حياً، "كما كنت افعل لسنوات طويلة قبل دخولي المجلس".. ثم ختم قائلاً: "دخلت لأول مرة إلى مجلس الشعب في العام 2016 ، محققا أعلى الأصوات في حلب..و أخرج من المجلس اليوم واقفاً مرفوع الرأس بكل كرامة و عزة".

إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل فتح الشهابي النشر على صفحته، لمن يريد أن يعبر عن رأيه في الانتخابات من مناصريه، والتي حاول أن يثبت من خلالها بأن هناك مؤامرة ضده، من قبل حسام قاطرجي، وبتواطئ من القيادة.

ومن المنشورات التي سمح الشهابي بنشرها على صفحته، ما كتبه الصناعي ملهم سعيد حداد، الذي قال: "الرفاق بالقيادة ارتأوا أن فارس الشهابي غير جدير بالنيابة ، شو مفكرين حالكم أفهم من القيادة ؟ بعدين هي ديموقراطية ولا مو ديموقراطية ؟ شفافية ولا مو شفافية يعني ( زيغان )؟".

وأضاف: "حاج بقى تتفصحنوا وكل واحد يدلي بدلوه، خلوا دلواتكم لأنفسكم وبلاها هالفلهوية والتحليلات الخنفشارية ، شعب ما بينعطى وش".

كما كتب ماهر إدريس، مدغدغاً حلم الشهابي الأساسي وهو أن يكون رئيس حكومة: "خسرناه في المجلس التشريعي. نتمنى أن نراه رئيسا للحكومة المقبلة. فنحن بأمس الحاجة لأمثاله من الشرفاء".

وفي المقابل، فقد شن البعض هجوماً على فارس الشهابي في صفحات أخرى، مذكرين إياه بما فعله سابقاً من أجل أن يسقط غيره، ثم دارت الأيام ليشرب من نفس الكأس التي "أشرب غيره منها"، في إشارة إلى البلطجة التي مارسها قبل أكثر من عشر سنوات، عندما أزاح محمد صباغ شرباتي من رئاسة غرفة صناعة حلب، في اللحظات الأخيرة قبل بدء الإنتخابات، والجلوس مكانه، مستخدماً نفس الأدوات المخابراتية التي استخدمها معه اليوم حسام قاطرجي.

ترك تعليق

التعليق