محمد السواح.. ينبطح من جديد، تحت بسطار النظام


قصة الصناعي محمد السواح، هي من أغرب القصص، لرجل أعمال عاش تحت الأضواء على مدى ست سنوات، عندما كان رئيساً لاتحاد المصدرين السوريين، من العام 2013 حتى العام 2019، ثم طلب النظام منه الاستقالة من منصبه في الشهر الخامس من العام الماضي، ليقوم بشار الأسد، بعدها بنحو شهر، بإصدار مرسوم بحل الإتحاد بالكامل، وإلحاقه بغرف التجارة والصناعة، مع تداول أنباء عن اعتقال محمد السواح، بتهم قالت وسائل إعلام موالية للنظام، إن لها علاقة بفساد مالي..

وبالفعل توارى السواح عن الأنظار لنحو عام تقريباً، إلى أن بدأ اسمه يتردد قبل نحو شهرين، ودون أن تتطوع إحدى وسائل الإعلام التابعة للنظام، لتخبرنا ما الذي حصل مع هذا الرجل خلال الفترة الماضية، وما حقيقة اعتقاله والتهم الموجهة إليه، وهل بالفعل أنه قام بدفع مبلغ مالي كبير لأجهزة المخابرات، كمصالحة، من أجل أن يتم الإفراج عنه، كما ذكرت مصادر إعلامية موالية للنظام..؟

وبحسب المصادر ذاتها، فإن السواح اعتقل لعدة أشهر، ثم تم اعتقال نائبه في اتحاد المصدرين، رجل الأعمال، وابن اللاذقية، إياد محمد، الذي كان قد أكد اعتقال السواح العام الماضي، لكنه نفى أن يكون الاعتقال له علاقة بـاتحاد المصدرين السوريين.. وظلت القضية طي الكتمان إلى أن ظهر السواح مؤخراً، في تصريح صغير، خالياً من أي لقب رسمي، باستثناء وصفه بالصناعي السوري، وكان يتحدث عن الصناعة النسيجية في سوريا وأبرز المشاكل التي تعانيها..

ويومها تلقفت بعض وسائل الإعلام "المأجورة" لأجهزة المخابرات، التصريح، لتتحدث بإعجاب عنه، وتصف صاحبه بالخبير الذي تخلى الوطن عن خدماته..!

وبحسب مصدر إعلامي في العاصمة دمشق، وفي تصريح خاص لـ "اقتصاد"، فإن السواح الذي لعب دوراً لافتاً على مدى ست سنوات في حركة الاقتصاد السوري، وكان من الوجوه البارزة في إعادة معرض دمشق الدولي للإقلاع من جديد في العام 2017، بعد توقف لست سنوات، كانت تدور حوله شبهات غسيل أموال لرجال الأعمال والصناعيين السوريين ورجال المخابرات، في البنوك اللبنانية، والتي تقدر بمليارات الدولارات، حيث كان قد تقاضى عليها عمولات كبيرة، كما أنه كان متهماً بإدخال أقمشة وألبسة تركية، بشكل غير شرعي إلى السوق السورية.. وهي تهم، بحسب المصدر ذاته الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، كان من الممكن أن تودي به في السجن لعدة سنوات، سيما وأن المحيطين به، من رجال الأعمال والصناعيين، أكدوا صحتها، لكنه خرج منها بعد عدة أشهر، سليماً معافى وكأن شيئاً لم يكن، ثم عاد السواح للعب نفس الدور القديم الذي كان يلعبه، وهو الانبطاح تحت "بسطار" النظام بحثاً عن منصب أو موقع آخر، غير اتحاد المصدرين السوريين..

أما فيما يتعلق بجديد محمد السواح على الساحة السورية، فهي مبادرته، لتوزيع مليون كمامة على المدارس وطلبة الجامعات والموظفين في الدوائر الحكومية، بشكل مجاني.

وبحسبة بسيطة، فإن ثمن الكمامة في السوق السورية يبلغ في حده الأدنى 1000 ليرة سورية، أي أن السواح سوف يتبرع بمبلغ مليار ليرة..!

فهل هذا التبرع لوجه الله تعالى، أم أن السواح يبحث عن موقع جديد، بعد حل اتحاد المصدرين السوريين..؟! سيما وأن انتخابات غرف الصناعة والتجارة في سوريا، على الأبواب، حيث من المتوقع أن يرشح السواح نفسه لرئاسة إحداها، أو الحصول على موقع متقدم فيها.

ترك تعليق

التعليق