صيد "الطير الحر".. مهنة تدر أرباحاً طائلة، شرقي سوريا


يتصدر صيد "الطير الحر" واجهة الأحداث في عموم المنطقة الشرقية هذه الأيام، إذ يترقب الصيادون الطيور الجارحة المهاجرة والتي تمر فوق مناطقهم، وانتظار الفرصة السانحة لاصطياد الطائر الحر من أجل بيعه بمبالغ خيالية تتجاوز الـ 20 مليون ليرة سورية للطائر الواحد.

وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تضج بالأخبار التي تتحدث عن اصطياد أهالي المنطقة الشرقية لـ "الطير الحر" والمبالغ الخيالية التي تدفع ثمناً لشرائه، والأنواع التي يتم اصطيادها خلال موسم الصيد في الفترة الحالية.


وفي 16 أيلول/سبتمبر الماضي، أُعلن عن بيع "طير حر" في قرية الزهراء بريف تل حميس في محافظة الحسكة بمبلغ 32 مليون ليرة سورية، حسب ما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنتصف تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عرض أحد الصيادين "طير حر" للبيع بمبلغ 53 مليون ليرة سورية، قيل إنه تم اصطياده في منطقة "الجرنية" بريف الرقة الغربي.

وبتاريخ 18 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نقلت صفحة "أخبار الشحيل" على "فيسبوك"، خبر تمكن أحد الصيادين من اصطياد "طير حر"، في بادية دير الزور شرقي سوريا.


وبهذا الصدد قال أحد الصيادين من المنطقة الشرقية لـ "اقتصاد"، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إنه "لم يعد أحد يربي الصقور لتصطاد الطرائد من أجل أن يشويها ويأكلها وينام، فتربية الطيور وخاصة صقور الشاهين أصبحت هواية تراثية واستثماراً مجدياً يُدر المرابح المالية ومصدر اعتزاز وفخر لـ (الصقار)، وبالتالي القنص أو الصيد رياضة الملوك".

وأوضح مصدرنا أنه "يتم اصطياد طيور الشاهين الجارحة أثناء هجرتها السنوية، لذلك هي نادرة ومحدودة العدد وأسعارها مرتفعة جداً، وبالتالي مواصفات الطائر الحر هي التي تحدد سعره وقيمته الشرائية، مثل العمر وسلامة جناحيه ونظره وطول الريش وتناسق قطر جسمه مع طوله".

وأشار مصدرنا إلى أنه "في فترة عبور الطائر فوق الأراضي السورية أثناء هجرته السنوية من الشمال إلى الجنوب، يقوم الصيادون بمطاردته وتكون طريقة صيده المثلى بطيور الحمام ورميها له، ومع انقضاض الشاهين على طائر الحمام تعلق مخالبه بالشبكة الموجودة على ظهر الفريسة، مما يعيق طيرانه، فيهوي على الأرض بعد محاولته الفاشلة للهروب".

وأضاف أنه "في بعض الأحيان تختلف المسافة التي يتم إمساك الطائر خلالها، ما بين 500 متر إلى 1000 متر، ويكون الصياد مطارداً له في هذه الأثناء، ليتم الإمساك به أخيراً".

وأشار الصياد إلى أن سعر "الطير الحر" يتراوح بين الـ 50 و60 مليون ليرة سورية وفق تقديراته، مبيناً أنه لا يوجد إحصائية دقيقة هذه الفترة عن عدد الطيور الحرة التي تم اصطيادها، موضحاً أنه في كل أسبوع تقريباً يتم اصطياد طير "شاهين" واحد تقريباً.


وفي 30 أيلول/سبتمبر الماضي، عرض أحد الأشخاص على مجموعة خاصة ببيع الطيور على "فيسبوك"، "طير حر" للبيع بمبلغ 16 ألف دولار، عارضاً مجموعة من الصور التي تبين مواصفات الطائر المعروض للبيع، مشيراً إلى أن سعره أغلى من ذلك بكثير، ولكن على اعتبار أنه موجود في سوريا فإنه معروض للبيع بهذا السعر، على حد تعبيره.

من جهته أكد الدكتور "فراس ممدوح الفهد" المهتم بالشأن الإغاثي والمحلي في مدينة الرقة، في حديثه لـ "اقتصاد"، أن "صيد الطير الحر هو ظاهرة سنوية، حيث تأتي الطيور من جبل سنجار في العراق وغيرها من المناطق".

وأشار "الفهد" إلى أن "عدد الطيور الحرة التي تم اصطيادها في عموم المنطقة الشرقية وحسب المتابعة وصل إلى 20 طائراً"، مضيفاً أن "هذه الطيور يشتريها تجار كبار ليتم إيصالها بطرق متعددة إلى دول الخليج".


مصادر محلية أخرى من المنطقة الشرقية ذكرت أن "اصطياد الطيور الجارحة بدأ يلقى انتشاراً واسعاً في أرياف الرقة والمنطقة الشرقية، خاصة وأنها باتت مهنة تجلب لصاحبها أرباحاً خيالية تتعدى الأربعين مليون ليرة سورية".

يشار إلى أن موسم صيد "الطير الحر" يبدأ مع منتصف شهر أيلول/سبتمبر، ويستمر حتى منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، حيث يعبر هذا الطائر قادماً من روسيا وإيران وشمالي العراق عبر سوريا، ويتجه الي شمال شرقي إفريقيا على سواحل البحر الأحمر، ثم يعود برحلة الإياب في منتصف شهر آذار/مارس وحتى منتصف نيسان/أبريل في العام التالي، عائداً إلى موطنه الأصلي، ويقطع خلال رحلته مسافة تقارب الـ 4000 كم.

ولـ "الطير الحر" أنواع عدة من أهمها: الصافي، الشامي، الفارسي، والأشعل، الجرودي، الأبيض، والأخير من أكثر الطيور الحرّة رغبة لدى الصقارين، نظراً لصفاء لونه.


(الصور المرفقة متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي)

ترك تعليق

التعليق