لبنان يبدأ إغلاقاً يستمر لأسبوعين لكبح تفشي كورونا


جابت دوريات الشرطة اللبنانية شوارع العاصمة بيروت يوم السبت، وأمرت المتاجر بغلق أبوابها في حين بدأت البلاد إغلاقا يستمر لأسبوعين من أجل كبح تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة العشرات على مدار الأيام الماضية في البلد المتوسطي الصغير.

ارتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة بأرجاء لبنان، ما أدى إلى إجهاد القطاع الطبي الذي تكاد وحدات العناية الفائقة فيه تكون ممتلئة.

يأتي الإغلاق في وقت يمر لبنان فيه بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية له منذ عقود، ما دفع إلى انتقادات للإغلاق من أصحاب الأعمال الذين لا يستطيعون تحمل خسارة الإيرادات. وعلى مدار العام الماضي، خسرت العملة المحلية زهاء 80 بالمائة من قيمتها، وفقد عشرات الآلاف وظائفهم من بين تعداد سكاني يبلغ حوالي 5 ملايين نسمة وفي اقتصاد لديه واحدة من أعلى نسب الديون في العالم.

وجرى تمديد وقت حظر التجوال الليلي خلال الإغلاق ليستمر من الغروب حتى الشروق بينما تحظر حركة السير بأرجاء البلاد أيام الأحد.

ويسمح للمركبات التي تحمل لوحات تنتهي بأرقام فردية أو زوجية بالسير لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع بالتناوب للحد من حركة المرور.

وفي شارع الحمرا التجاري ببيروت، أغلقت معظم المحلات التجارية باستثناء تلك المسموح لها بالبقاء مفتوحة مثل محلات البقالة والصيدليات والمخابز. وأمرت دوريات الشرطة الأعمال التجارية الأخرى التي انتهكت الإغلاق بإغلاق أبوابها.

كما انتشرت في الشوارع نقاط تفتيش شرطية لتغريم المركبات التي تنتهك حظر سير السيارات حسب أرقام لوحاتها الفردية أو الزوجية.

وفي السياق، قال فراس الأبيض، المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، المستشفى العام الذي يقود مكافحة فيروس كورونا، على تويتر، "على الرغم من كل عيوبه، إلا أن الإغلاق قصير الأمد يمكن أن يساعد في إبطاء تفشي الفيروس".

وأضاف أن "القليل من الانزعاج الآن يمكن أن يوفر الكثير من الحزن لاحقا".

يعد الإغلاق الأخير الثاني في لبنان بعد أن فرضت السلطات إغلاقا وقيودا على التجمعات العامة خلال الأيام الأولى لتفشي الفيروس.

سجل لبنان 102607 حالات إصابة و796 حالة وفاة منذ الإبلاغ عن حالة الإصابة الأولى بالفيروس أواخر فبراير/شباط.

وسجل لبنان الجمعة 21 حالة وفاة على مدار 24 ساعة، ما يجعله من أعلى أعداد الوفيات اليومية في البلاد.

بدأت أعداد حالات الإصابة بالفيروس في الارتفاع بسرعة بعد الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب وأسفر عن مقتل وإصابة كثيرين كما تسبب في أضرار بمليارات الدولارات بشتى أنحاء المدينة. وساء الوضع خلال الأسابيع التالية، إذ لم يلتزم كثيرون بالتباعد الاجتماعي أو لم يضعوا كمامات.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 1560 عاملا صحيا لبنانيا ثبتت إصابتهم بالفيروس منذ فبراير/شباط.

ترك تعليق

التعليق