جدل على خلفية تفاعل "يوتيوبرز" مع مخيمات الشمال السوري


سادت موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية إطلاق عدد من "اليوتيوبرز" السوريين حملات مساعدة لسكان المخيمات. وارتفع منسوب الجدل مع دخول كل من اليوتيوبر مهدي كمخ، و"أم سيف"، إلى الشمال السوري.

وانقسمت الآراء بين منتقد لهذه الحملات، ومتهم للقائمين عليها بالمتاجرة بعذابات السوريين لزيادة عدد المتابعين لقنواتهم، وبين آخر مؤيد ومرحب بأي خطوة من شأنها مساعدة أهالي المخيمات، وانتشالهم من الحال الاقتصادي المتردي.

وكان اليوتيوبر مهدي كمخ قد أطلق حملة تحت عنوان "أنتم في قلوبنا" لمساعدة سكان المخيمات، وقال إنه استطاع جمع مبلغ يقدر بنحو ربع مليون ليرة تركية، لكن ذلك لم يحل دون تعرضه للانتقاد الشديد بسبب "المبالغة" في طريقة تقديمه لواحد من المقاطع التي صورها في إدلب، حيث قال: "رح ندخل لأخطر مكان في العالم، ورح نصور بالسر، كون الكاميرا ممنوعة".

وبعد عرض المقطع، انبرى عدد من النشطاء لنفي ما جاء على لسان كمخ، وقال الصحفي نور الدين الإسماعيل، إن حديث كمخ عن منع التصوير في إدلب لا يتطابق مع أرض الواقع، فإدلب والشمال السوري أكثر منطقة بالعالم يتواجد فيها صحفيون ومصورون.

وأضاف على صفحته في "فيسبوك": "كمخ نفسه عمل لقاءات في المقطع ذاته مع الأهالي، وكذب حديثه عن منع التصوير والكاميرات، يبدو بدو يعمل أكشن، يكفينا تفاهات".

الأمر ذاته، تكرر مع اليوتيوبر أم سيف، التي زارت مدينة أعزاز، وصورت عدداً من المقاطع مع أطفال المخيمات، وقالت إنها لم تأت إلى سوريا من أجل توزيع أي شيء أو حتى لتروج لنفسها لكنها جاءت فقط لتظهر حبها في قلوب الناس.

وقبل ذلك، أطلق اليوتيوبر أنس مروة، حملة "أبقونا دافئين" على قناته في "يوتيوب" لمساعدة أهالي المخيمات أيضاً.

والحال أن كل حملات "اليوتيوبرز" السوريين بدأت بعد إعلان اليوتيوبر الكويتي "أبو فلة" عن تبرعه بمبلغ 20 ألف دولار لبناء مساكن مخصصة لإيواء 12 عائلة من سكان المخيمات. وهذا ما دفع بالعديد من النشطاء إلى توجيه انتقادات لليوتيوبرز السوريين واتهامهم بتقليد "أبو فلة".

في المقابل، دافع المحامي علي إسماعيل الزين، عن حملات اليوتيوبرز الهادفة إلى مساعدة سكان المخيمات، وقال على "فيسبوك": "تركوا الناس بحالها المحتاج بدو أي حدا يساعده يطعمي ولاده ويلبسهم ويدفيهم العالم قرفت من المزاودات".

وفي تعليقه على ذلك، وصف صحفي سوري فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"اقتصاد"، الحملات الأخيرة التي قام بها اليوتيوبرز السوريين، بـ "المفيدة"، وإن كانت لا تخلو من الرياء والمفاخرة.

وقال: "قد تساهم هذه الحملات في لفت أنظار العالم إلى مأساة المخيمات وخصوصاً أن عدد متابعي بعض القنوات يفوق بالكم عدد المتابعين لقنوات إخبارية عريقة، وكذلك من شأنها تقديم المساعدات لعدد محدود من العائلات المحتاجة".

وحسب الصحفي، فإن كل ذلك لا يلغي جزئية مهمة، وهي أن من شأن إطلاق هذه الحملات زيادة أعداد المتابعين للقنوات، وبالتالي زيادة الأرباح لأصحابها.

ترك تعليق

التعليق