تحت جنح الظلام.. البدء بهدم مقهى الحجاز التراثي في دمشق


فوجئ السوريون صباح الثلاثاء باختفاء مقهى  الحجاز التراثي وسط دمشق، من على الأرض، ليكتشفوا أن عمليات هدمه بدأت تحت جنح الظلام في الليلة السابقة، لأسباب غير مفهومة، فسرها البعض على أنها ربما تهدف لمنع حدوث احتجاجات على إزالة المقهى، الذي يحتل مكانة جميلة في الذاكرة الشعبية لجميع أهالي وزوار مدينة دمشق.
 
غير أن الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، استبعدوا فكرة الاحتجاجات، على أنها السبب وراء هدم المقهى ليلاً، وإنما رأوا أن الجهة المنفذة للفندق الذي سيقام مكان المقهى، ربما اختارت هذا التوقيت لمنع إغلاق الشوارع المحيطة بالمكان، والمكتظة بالمارة والسيارات، مشيرين وبشيء من السخرية، إلى أن السوريين الذين لم يحتجوا على أسوأ ظروف معيشية يمرون بها، هل سيحتجون على إزالة مقهى..؟!

ثم علق أحدهم: "إذا بيهدموا المسجد الأموي ما حدا رح يحتج".

وبخصوص الفندق الذي سيقام على أرض مقهى الحجاز والأراضي المحيطة به، ومنها محطة الوقود المجاورة، أوضح المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، التابع للنظام، والذي يدعى حسنين محمد علي، أن "شركة الحجاز للاستثمار بدأت بتنفيذ مشروع سياحي يتضمن فندق 5 نجوم على أرض العقار"، مبيناً أن أمر المباشرة جاء بعد أن تشكلت لجان من وزارة السياحة والمؤسسة بنهاية 2020".

وبيّن علي أنه تم عرض موقع العقار 748 بمنطقة القنوات للاستثمار السياحي بالتنسيق مع وزارة السياحة بنهاية 2019 وتقدمت عام 2020 شركتان للاستثمار ورسا العرض على شركة الحجاز للاستثمار بعد أن تشكلت لجان من وزارة السياحة والمؤسسة.

وأوضح أن العقار مساحته 5 آلاف متر ومساحة المقهى منه ألف متر ويشمل أيضاً عدد من المحلات التجارية ومحطة الوليد والمحيط، وسيكون مكان كل هذا فندق 5 نجوم.

وأضاف علي أن الاستثمار رسا على الشركة بقيمة مليار و600 مليون يتزايد كل 3 سنوات بنسبة 5٪ ثم يصبح بدل الاستثمار وسطياً مليارين و300 مليون.

وختم أن مدة الاستثمار 45 عاماً والشركة المسؤولة ستنفذ المشروع على مبدأ "BOT" أي ستمول وتنفذ المشروع وتستثمره لمدة 45 عاماً لإقامة فندق 5 نجوم والكلفة الإجمالية بحدود 30 مليار ليرة.

يذكر أن النظام يتحفظ حتى الآن على جنسية أصحاب الشركة التي حصلت على حق استثمار الفندق في منطقة الحجاز وسط مدينة دمشق، وفي كل مرة كان يُسأل فيها المسؤولون عن هذا الأمر، كانوا يجيبون بأن الاستثمار لصالح الدولة السورية، وهو الذي جعل التكهنات تذهب إلى أن الشركة المستثمرة للموقع، روسية، وهي ذاتها المستثمرة لمرفأ طرطوس وفوسفات تدمر ومعمل الأسمدة في حمص، وخصوصاً من صيغة العقد، الذي يمنحها فترة استثمار تصل إلى 45 عاماً، أي ما يناسب باقي استثماراتها في سوريا التي بدأت قبل ثلاث سنوات، وتمتد لـ 49 عاماً.

ترك تعليق

التعليق