إجراء من مفوضية اللاجئين يزيد من معاناة قاطني مخيمات عرسال


تتعالى الأصوات من داخل مخيمات بلدة عرسال اللبنانية للنازحين السوريين، مطالبين المنظمات الأممية والدولية بالانتباه لأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، خاصة بعد إجراء قامت به المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، زاد من حجم معاناتهم.

ونقلت مصادر مهتمة بأحوال السوريين في مخيمات عرسال إغاثياً، لـ "اقتصاد"، تفاصيل تتعلق بما يعانيه النازحون السوريون في تلك المخيمات، خاصة بعد ازدياد تأزم الأوضاع الاقتصادية في لبنان ووصول سعر الدولار إلى مستويات غير مسبوقة.

وأفادت مصادرنا ومن بينهم أحد المتابعين لشؤون السوريين في المخيمات ويدعى "أبو فارس الشامي"، بأن مفوضية شؤون اللاجئين أغلقت ومنذ عدة أشهر عدداً من المتاجر المتعاونة معها والتي كانت مخصصة لصرف "الكرت" الغذائي الذي تحصل عليه الأسرة السورية من المفوضية، وتخصيص بعض المحال التجارية بهذه المهمة، حيث بدأ ينتشر فيها الفساد واستغلال حاجة النازح السوري، وسط غياب الرقيب والحسيب.

وأوضحت مصادرنا أن عدد المتاجر كان بحدود 15 متجراً متعاوناً مع مفوضية اللاجئين، أما اليوم فانحسر العدد لأقل من النصف، ما أدى لازدياد حالات استغلال النازح السوري الذي يريد تصريف "كرت" المعونات الغذائية، إضافة لازدياد الضغوط على المتاجر الحالية، إذ أن هذه المتاجر لا تكفي لسد ما تحتاجه الأسر النازحة.

(المحال المغلقة في بلدة عرسال)

ووجّه عدد من المهتمين بأمور النازحين السوريين في عرسال، بياناً لمفوضية اللاجئين، ولمنظمة الأغذية العالمية، شرحوا فيها المشاكل التي خلّفها إغلاق قسم كبير من المتاجر، جاء فيه: "نقترح أن يتم التعاقد مع متاجر جديدة بقدر المتاجر اللتي فُصلت بشكل سريع وفوري، أو إعادة المتاجر القديمة وبالتالي يصار إلى معالجة المشاكل العالقة إدارياً من قبلكم".

وطالبوا بأن يتم "تحويل البطاقات للصراف، بما يتيح للنازح السوري تصريف كرت المعونة من الصرافات الآلية، بحيث يستطيع اللاجئ شراء ما يلزمه دون استغلال أحد لوضعه، خصوصاً في ظل هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة".

وجاء في البيان أيضاً، "نضع بين أيديكم بعض المشاكل وبعض الحلول ليصار إلى اتخاذ القرار المناسب من قبلكم بالسرعة الممكنة لرفع المعاناة عن اللاجئين".

وأكد البيان أن "معظم القاطنين في المخيمات يعتبرون أن أي تلكؤ أو تقصير بهذا الأمر هو أداة ضغط على اللاجئين وزيادة معاناتهم، وذلك سيؤثر سلباً على الحالة المعيشية والنفسية لهم".

وفي هذا الجانب أوضح "أبو فارس الشامي"، أنه "مع ارتفاع الدولار إلى مستويات غير مسبوقة، توقفت التجارة وغالبية المحال التجارية أغلقت أبوابها بسبب عدم استقرار سعر الصرف، وتوقفت عمليات البيع والشراء".

وبيّن أن "الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، والتاجر بدأ ببيع السلعة بأسعار تصل إلى 3 أضعاف خوفاً من الخسارة، وهذا الأمر انعكس بشكل كبير على النازحين السوريين الذين يحتاجون لكل السلع والمواد الرئيسية"، معرباً عن أمله بأن لا تتزايد الضغوط على قاطني المخيمات.

ولا يقتصر الأمر بالنسبة للنازحين السوريين في عرسال على مسألة إغلاق المحال التجارية التي كانت مخصصة لصرف كرت المعونات الغذائية، بل يتعداه إلى معاناة حياتية يومية تتعلق بواقع المأوى الذي يقطنون فيه خاصة في فصل الشتاء.

ومطلع 2021 الجاري، وثقت "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين"، تعرض أكثر من 145 مخيماً يؤوي سوريين في عرسال اللبنانية، لمأساة حقيقية خاصة في فصل الشتاء الحالي، محذرة من تفاقم معاناتهم في حال لم تتحرك الجهات الدولية لدعمهم.

وأوضح مسؤول الرابطة "مضر الأسعد" في بيان، أن "أكثر من 145 مخيماً يعانون من مأساة حقيقية، تتمثل في نقص الغذاء والدواء ومواد التدفئة، بالإضافة إلى تلف مئات الخيام التي تضررت بفعل العواصف المطرية والثلجية، الأمر الذي زاد من معاناة النازحين وانتشار الأمراض والأوبئة".

وطالب البيان، "الأمم المتحدة ومن خلفها المنظمات الدولية والمحلية، التحرك العاجل لإنقاذ النازحين السوريين في مخيمات عرسال على الحدود اللبنانية السورية".

ودعا البيان "الجهات الأممية، للتدخل السريع وتقديم مواد التدفئة والخيام والمواد الغذائية والدواء وحليب الأطفال، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد فقدان النازحين لأدنى مقومات الحياة".

يشار إلى أن مخيمات عرسال اللبنانية، يقطن فيها نحو 60 ألف لاجئ سوري، يعانون من ظروف إنسانية ومعيشية صعبة، وسط غياب الحلول للتخفيف من مأساتهم.

ترك تعليق

التعليق