بعد الإغلاق الكامل.. هل تشمل المساعدات التركية شريحة اللاجئين السوريين؟


يواجه اللاجئون السوريون في تركيا واقعاً اقتصادياً مزرياً، زاد الإغلاق الأخير الذي فرضته السلطات لمواجهة تفشي فيروس كورونا، من صعوبته، ومع ذلك لم تشمل المساعدات الحكومية شريحة اللاجئين التي اقتصرت على المواطنين الأتراك.

وفي الإغلاق الأخير، الممتد حتى 17 أيار الحالي، خسر قسم كبير من اللاجئين وخصوصاً أصحاب العمل اليومي فرص عملهم، وباتوا بحاجة ماسة إلى المساعدات الفورية، لتدبر معيشتهم، في ظل غلاء متواصل يسود الأسواق.

وكانت وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، قد بدأت بتقديم مساعدات مالية بقيمة 1100 ليرة تركية لأكثر من مليوني أسرة، مع برنامج المساعدة الاجتماعية خلال فترة الإغلاق الكامل الحالية.

وتشمل المساعدات "برنامج المساعدة الاجتماعية للإغلاق التام"، أكثر من مليوني أسرة تركية، ويستفيد منها المجنسون السوريون فقط، وبنسب قليلة.

وحول أسباب استبعاد شريحة اللاجئين السوريين من المساعدات، أوضح معاذ يونسو، المراقب لأوضاع السوريين في تركيا، في حديث خاص لـ"اقتصاد"، أن الحكومة التركية بدأت نتيجة الظروف الاقتصادية بتقديم مساعدات مالية لمواطنيها، وفق مواصفات معينة.

وأكد أن هذه المساعدات لم تشمل الأجانب، علماً أن اللاجئين السوريين هم بحاجة ماسة إلى المساعدة.

ووفق يونسو، فإن تلقي اللاجئين السوريين مساعدات مقدمة من الاتحاد الأوروبي (كرت الهلال الأحمر)، يسهم بشكل مباشر في عدم تقديم تركيا المساعدات لهم، مشيراً في هذا السياق إلى الزيادة "الخجولة" التي أعلن عنها "الهلال الأحمر" التركي، الشهر الماضي، البالغة 35 ليرة تركية لكل فرد، بحيث أصبحت قيمة المساعدة 155 ليرة، بدلاً من 120 ليرة.

واعتبر يونسو، أن المساعدات المقدمة للاجئين السوريين دون المستوى المطلوب، داعياً الأمم المتحدة الجهة المسؤولة عن اللاجئين إلى زيادة المساعدات.

من جانب آخر، أشار إلى تقديم بعض المؤسسات الإنسانية والخيرية التركية مساعدات غذائية لبعض العائلات السورية.

بدوره، أوضح الصحفي التركي، عبد الله سليمان أوغلو، أن الحكومة التركية أقرت للمرة الثانية توزيع مبالغ مالية (مساعدات) على المواطنين الأتراك، في إطار الدعم لمواجهة الظروف التي فرضها فيروس كورونا.

وقال لـ"اقتصاد": "المساعدة الأولى استفاد منها أعداد بسيطة من اللاجئين السوريين، ومن المحتمل أن يستفيد عدد محدود منهم من هذه المساعدة أيضاً".

ووفق أوغلو، فإن عدد المستفيدين من المساعدات يبقى ضعيفاً للغاية، وللآن لم نسجل حالات حصول على المساعدة الأخيرة من قبل اللاجئين السوريين.

وأكد الصحفي التركي أن التقديم على المساعدات متاح للسوريين من خلال بوابة الحكومة الإلكترونية "تطبيق إي دولات"، بحيث يتم التحقق من البيانات والمعلومات عن وضع العائلة، وغالباً يتم الموافقة على تقديم المساعدة في حال كانت العائلة محتاجة فعلاً للمساعدة.

ويعيش في تركيا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري، ويعاني غالبيتهم من أوضاع اقتصادية صعبة.

ترك تعليق

التعليق