زيارة وزير الخارجية الصيني تلهب مخيلة محللي النظام


بدأت زيارة وزير الخارجية الصيني إلى دمشق، في 17 الشهر الجاري، تأخذ أبعاداً جديدة لدى محللي النظام السياسيين والاقتصاديين، وخصوصاً جراء تزامنها مع القسم الدستوري لبشار الأسد، حيث دفعهم ذلك لأن "تشطح" مخيلتهم، إلى حد الحلم، بأن الصين قد تدخل سوريا في مشروعها العملاق المسمى الحزام والطريق.

وفي هذا الإطار، تساءل رجل الأعمال الموالي للنظام، فيصل العطري، والذي يملك مجموعة من الأعمال التجارية في الصين: "هل ننجح بدخول جَنّةِ طريق الحرير ثانيةً وتعود دمشق قبلةُ التجارة؟".

وأضاف في منشور كتبه على صفحته الشخصية في "فيسبوك" وتداولته العديد من مواقع النظام: "قبل أن نتسرع بالاجابة علينا أن نفهم ما هي مبادرة الحزام والطريق، وماذا سنستفيد من الدخول بهذه المبادرة، والأهم علينا أن نفهم العقلية الصينية كي نجني الثمار".

ويتابع العطري: "انتظرنا بصبر وأمل انضمام سورية لهذه المبادرة لإيماننا بقدرات الصين التقنية ومكانتها العالمية، لا نبالغ إن قلنا أن الصين بقدراتها العلمية والاقتصادية ونفوذها تملك الحل لمعظم مشاكل سورية، فالصين التي أذهلت العالم بسرعتها في البناء (فندق خلال 90 ساعة فقط  وبناء 10 طوابق خلال 28 ساعة) هي الأقدر على إعادة إعمار سورية، لكن قبل أن نغرق بالتفاؤل علينا أن نفهم العقلية الصينية جيداً، فالسياسة العالمية تقوم على عقلية الربح دون النظر لمصالح الآخر أو ديمومة هذا الربح فيما تقوم السياسة الصينية على عقلية (أنا أربح وأنت تربح) مما يحقق استدامةً وتوازناً بالعلاقة".
 
وبحسب العطري فإن "المثلث الصيني الروسي الإيراني سيغير قواعد اللعبة في العالم"، لافتاً إلى أن مشروع تنفيذ خط حديدي يربط إيران بالعراق وسوريا وينتهي بميناء اللاذقية، سيتيح نقل البضائع والركاب من العراق إلى روسيا والصين وبالعكس، فيما لو تم تنفيذه.
 
يشار إلى أنه في عام 2013 أطلق الرئيس "شي جينغ بينغ" مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى إعادة إحياء طريق الحرير الصيني، الذي كان يبدأ من المراكز التجارية في شمال الصين وينقسم إلى فرعين: شمالي يمرّ من منطقة بلغار-كيبتشاك ويعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم ويبلغ البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان وصولاً لمدينة البندقية.
 
والفرع الجنوبي الذي يبدأ من كوانزو فيمرّ من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين والعراق والأناضول وسوريا عبر تدمر وأنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر بلاد الشام ودمشق إلى مصر وشمال أفريقيا، وقد وصف طريق الحرير الرحالة الايطالي ماركو بولو والرحالة العربي ابن بطوطة. 

وكانت إيطاليا أول دول أوروبا انضماماً  لمبادرة الحزام والطريق، وتلتها اليونان، فتحول مرفأ بيرايوس اليوناني لأحد أهم موانئ العالم حيث بلغت عائداته 70.6 مليون يورو للنصف الأول من 2019.

ترك تعليق

التعليق