داريا.. فوج إطفاء، على حساب بقية الخدمات!


غطى الإعلام الرسمي للنظام افتتاح مركز إطفاء مدينة داريا بريف دمشق، وكأنه حدث بارز، حيث دأبت وسائل الإعلام على نشر تقارير وتغطيات تلفزيونية، كما زار محافظ ريف دمشق ،معتز أبو النصر جمران، المدينة، عقب افتتاح المركز، في مشهد يتكرر كلما تم افتتاح مؤسسة حكومية في المدينة التي دمرها النظام على مدار السنوات الست الأولى من عمر الثورة السورية.

باستثناء مبنى البلدية ومخفر الشرطة ووحدة مياه غير فعالة وأخيراً فوج الإطفاء، لم يقدم النظام لمئات العائدين إلى داريا سوى التقارير الدورية التي تبثها "سانا"، والتغطيات التلفزيونية، وبعض الوعود المعسولة.
 
في الأثناء، يواجه السكان حياة قاسية في ظل غياب المياه والكهرباء وتوقف ترحيل الأنقاض إلا برشاوي لرئيس البلدية، والغبار الناجم عن الدمار الذي يتسبب بمتاعب، بينما تمتلئ الطرقات بالحفر، في ظل غياب متاجر المؤسسة السورية للتجارة.

ويقول مصدر أهلي لـ "اقتصاد" إنهم يعانون من غياب أبسط الخدمات ومقومات المعيشة: "التيار الكهربائي ينقطع مدة 24 ساعة، وقد نحصل على ساعة من الكهرباء وقد يستمر الانقطاع أياماً عديدة".

يضيف: "الحفر تملأ الطرقات التي تضررت بسبب الحرب، المياه شبه مقطوعة، تتلوث أحياناً بالصرف الصحي، والخراب والأنقاض في كل مكان".

لم يحل النظام قضية الأنقاض وما تتسبب به من غبار يعم المدينة حيث يضطر السكان الراغبون بترحيل أنقاض بيوتهم إلى دفع مبالغ مالية لرئيس البلدية مروان عبيد، دون قيام الأخير بتنفيذ ترحيل كامل الأنقاض، وإنما يلجأ للاستفادة مما تحويه من حديد وسواه، ويرحّل جزءاً منها فقط.

ويبدو أن بلدية داريا تعمل بدون ميزانية كبيرة لذلك تعتمد في تأهيل وتخديم المدينة -الذي يقول السكان إنه متواضع- على تبرعات الميسورين من أبنائها.

 يقول أحد السكان لـ "اقتصاد" إن البلدية لا تتحرك غالباً إلا ضمن نطاق الأموال الممنوحة من المتبرعين والتي تعد قليلة جداً مقارنة بحجم الكارثة التي تعيشها المدينة. فهي -بحسب المصدر- مدمرة بنسبة 80 بالمائة، وتحتاج لجهود جبارة لترحيل الأنقاض وهدم الأبنية المتهالكة وتزفيت الطرقات المليئة بالحفر والأخاديد.

للحصول على التيار الكهربائي يلجأ بعض السكان لاستعمال الطاقة الشمسية لكن أكلافها مرتفعة جداً وتحتاج لصيانة دائمة لاسيما وأن عليهم تبديل البطاريات كل سنة على الأقل. ما عدا ذلك تغرق المدينة في ظلام دامس.

ترك تعليق

التعليق