تنامي حالات الغش في مادة الغاز بدمشق.. مع تأخر تسليمها


لا يلتزم النظام بتسليم مادة الغاز المنزلي لمستحقيها في التوقيت المحدد، كما تصل أسطوانات الغاز شبه فارغة أو مملوءة بالماء عوضاً عن الغاز، حيث يشكو مواطنون من ازدياد حالات الغش التي تطال هذه المادة، بالتزامن مع تأخير في موعد الاستلام قد يصل إلى شهرين وثلاثة أشهر.

ويلجأ النظام منذ اعتماد تقنية البطاقة الذكية إلى توزيع مادة الغاز عبر شركة "تكامل" التي يفترض أن تقوم بإرسال رسائل نصية للمشتركين كل ثلاثة أسابيع تقريباً لتسليمهم أسطوانة غاز لكل أسرة. لكن الشركة لا تلتزم بالموعد.

و"ما يزيد الطين بلة" بحسب أحد المواطنين هو أن جرة الغاز تسلم شبه فارغة حيث ينفد ما فيها من الغاز خلال أسبوع إلى 10 أيام فقط علماً أن الوزن الرسمي للجرة يفترض أنه لا يقل عن 24.3 كيلو غرام.

 ويضيف المواطن لـ "اقتصاد" أن هناك من يتلاعب بوزن الجرة، ربما يكون الموزع المسؤول، حيث يقوم بإفراغ الجرة الواحدة إلى جرتين أو ثلاثة ويبيعها على أنها أسطوانة ممتلئة بالغاز.

ويشير مواطن آخر لـ "اقتصاد" إلى أنه استلم أسطوانة غاز منذ شهرين تفاجأ بعدم وجود مادة الغاز داخلها، موضحاً أن الجرة كانت تحوي الماء بدلاً عن الغاز.

كما يؤكد مواطنون آخرون حالات مشابهة: فـ "جرة الغاز التي يفترض أنها تكفي لمدة شهر كامل على الأقل لا تصمد أكثر من أسبوع"، يوضح أحدهم. بينما يقول آخر إن الغش منتشر بكثرة دون رقابة من قبل الحكومة التي تكتفي بإلقاء أصابع الاتهام على موزعي الغاز دون إجراءات تحد من هذه الظاهرة.
 
أزمة دون حل

 يغيب أي إجراء حكومي لتوفير مادة الغاز ومنع التلاعب بها، مثلما تغيب الحلول الجادة والمنطقية عن باقي الأزمات التي تعصف بالقطاعات الخدمية والمعيشية والصحية في مناطق سيطرة النظام.

ويواجه مسؤولو النظام معظم هذه الأزمات بالوعود المعسولة. حيث يشير مدير عمليات الغاز في شركة "محروقات" أحمد حسون في تصريح سابق لوسائل إعلام موالية إلى وجود دراسة لختم إسطوانات الغاز بسدادة بلاستيكية، تستخدم لمرة واحدة، لضمان عدم التلاعب بالكميات المعبّأة في الإسطوانة.

من جهة أخرى، تكشف أرقام الاستهلاك اليومي لمادة الغاز في دمشق وريفها عن حجم الأزمة التي تطال هذه المادة مقارنة بعدد الأسطوانات المخصصة للمنطقة.
 
كانت صحيفة الوطن الموالية نقلت عن مدير جمعية معتمدي غاز دمشق صبري الشيخ، أن عدد الأسطوانات المخصصة لدمشق وريفها يتراوح يومياً بين 20 و25 ألف أسطوانة.

ويعد هذا الرقم منخفضاً جداً مقارنة بحجم الاستهلاك اليومي الذي تفيد إحصاءات حكومية بأنه يتراوح بين 40 و45 ألف أسطوانة غاز في دمشق وريفها فقط.

ترك تعليق

التعليق