شكاوى في الشمال السوري من "رداءة" الإسمنت التركي المنشأ


يشتكي أهالي الشمال السوري من رداءة بعض أصناف الإسمنت التركي المتوفرة في الأسواق المحلية، التي تتسبب في عيوب في الأسقف الخرسانية، على شكل تشققات بالأبنية الحديثة.

ويتوفر في الأسواق أصناف عدة من مادة الإسمنت التركي، ويتراوح سعر الطن الواحد بين 70- 75 دولار أمريكي، بحسب الجودة.

وتتربع ماركة "نارلي" التركية على عرش الإسمنت المتوفر في الشمال السوري، إلا أن هذه الماركة لا تختلف من حيث الجودة عن الأصناف الأخرى بكثير.

ويقول "أبو حمدو" وهو نجار بيتون، يعمل في الشمال السوري، في تصريحات لـ"اقتصاد"، إن 90 في المئة من الإنشاءات في الشمال السوري تعاني من عيوب ناجمة عن رداءة الإسمنت.

ويعتقد أن مرد العيوب هو عدم توفر إسمنت "نخب أول"، بحيث يكاد لا يخلو منزل بني حديثاً من التشققات، ويتهم أبو حمدو التجار باستيراد الأنواع الرخيصة من السوق التركية.

ووفق رأيه، فإن التاجر يبحث عن الربح، ولذلك يشتري الإسمنت عديم الجودة ويطرحه في أسواق الشمال السوري بأسعار مرتفعة، توازي أسعار الإسمنت التركي الممتاز الذي يباع في الأسواق التركية.

وعند سؤاله عن احتمالية أن يكون نقص مادة الإسمنت في الخرسانة سبباً لظهور التشققات، يرد أبو حمدو: "أبداً، زدنا الإسمنت في المونة، ولم تحل المشكلة، والتشققات تظهر بعد أقل أسبوع من انتهاء عمليات الصب".

من جانبه، يؤكد المهندس المدني محمد نجار لـ"اقتصاد" أن الإسمنت السوري يفوق نظيره التركي بالجودة بأشواط، ويقول: "فعلاً شاهدنا الكثير من العيوب للإسمنت التركي، وهو لا يقارن بجودة الإسمنت السوري".

والحل وفق نجار لتلافي المشكلة، زيادة مقدار الإسمنت في الخرسانة، والحرص على سقاية الصبة بشكل جيد وخصوصاً الأسقف التي تنجز في جو مرتفع الحرارة، وعمليات كسوة الجدران بدرجة ثانية.

لكن، أبو حمدو يؤكد أن الخلل لم ينته باتخاذ الخطوات التي أشار إليها المهندس، ويلفت إلى أن غالبية الأهالي وجدت حلاً في بلاط الأسقف، للتخلص من التشققات.

وتشهد مدن وبلدات الشمال السوري نهضة عمرانية، وخصوصاً في مدينتي أعزاز والباب، حيث أدى اكتظاظ المنطقة بالمهجرين من مختلف المناطق السورية، إلى زيادة الطلب على المنازل.

ترك تعليق

التعليق