قوائم تثير الجدل لمدرسين سوريين سيتم التعاقد معهم في تركيا


تداولت منصات تواصل اجتماعي، من بينها قناة على منصة التلغرام، تحمل اسم "الهيئة التربوية السورية"، يوم الثلاثاء، قوائم بأسماء مدرسين سوريين تم قبولهم لإعادة التعاقد في بعض مديريات التربية بتركيا. 

ومن خلال متابعة القناة المشار إليها، إلى جانب صفحات معنية بأمور المدرسين السوريين في تركيا، في "فيسبوك"، حاول موقع "اقتصاد" التحري عن تفاصيل هذا التطور، وتواصل مع أحد المدرسين، ممن ورد اسمه ضمن قوائم المقبولين.

المدرس - الذي فضل عدم ذكر اسمه- بيّن لـ "اقتصاد"، أنه وبناء على المعلومات الأولية التي وصلتهم والتي يعرفها، بأنه حتى يوم الثلاثاء صدرت قائمة من العاصمة أنقرة بأسماء 2500 مدرس سوري ممن تم قبولهم لتوقيع عقود جديدة معهم، وتم إرسال هذه القائمة إلى مديريات التربية التركية المعنية.

ولكن إلى الآن لايزال موعد توقيع العقد والمباشرة غير محددين، إذ لم يتم إعلامهم بتفاصيل أخرى. وأضاف المدرّس: "ما نزال ننتظر أن يتم الاتصال بنا من الجهات المسؤولة، حتى نعرف تفاصيل أكثر وأدق".

ومن المتوقع أن يتم ذلك بعد الانتهاء من معالجة بعض الأخطاء التي ظهرت في القوائم المتداولة حيث ظهرت أسماء مكررة، وتم التأكد من هذه الحالة من قبل المدرّس الذي حدثنا، إذ ظهر اسم مكرر في إحدى اللوائح لنفس الشخص، كما ظهرت بعض الأسماء لأشخاص غادروا إلى شمال سوريا أو سافروا إلى أوروبا، وهذا ما أكده أيضاً "الأستاذ طه الغازي"، عضو منصة "الهيئة التربوية السورية"، في بث له على قناة التلغرام المشار إليها أعلاه، مشيراً إلى أن العمل جارٍ على تصحيح مثل هذه الأخطاء.

مصدرنا أضاف: "المعلومات الأولية تفيد حتى الآن بصدور قوائم مقبولين وإرسالها إلى مديريات التربية ذات الصلة، والتي بدورها ستتواصل مع الأسماء في القوائم لديها لتوقيع العقد ومباشرة العمل".

ومن خلال القوائم الصادرة يتبين أن الكثير من المدرسين فُرز لصالح قسم "التعليم مدى الحياة" في مديريات التربية التركية وهي الجهة المسؤولة عن إدارة تعليم السوريين في المراحل المدرسية قبل الجامعية في تركيا والتي يتبع لها أيضاً ما يعرف بـ (التعليم العام= Halk eğitim). 

هل للمعلم السوري دور داخل الصفوف الدراسية؟

على ما يبدو بات هذا الأمر محسوماً حتى قبل نهاية عقود التطوع السابقة، وذلك خلال السنوات الأخيرة من عقود التطوع  في عمل المدرسين السوريين، إذ لن يكون لهم دور تعليمي ضمن الصفوف في المدارس التركية (بمعنى ليس لهم دور تعليمي في إعطاء مواد دراسية تخصصية أبداً، ولن يدخلوا لإعطاء دروس للطلاب).
 
وبحسب مصدرنا، ورغم أن طبيعة العمل في العقد الجديد ما تزال مجهولة حتى الآن، إلا أنه يرى بناءً على مسيرة التغيرات وتطورات السنوات السابقة لحال المدرسين السوريين ودورهم في المدارس التركية، أن دورهم سينحصر بالإشراف على الطلاب السوريين، والتواصل مع الأهالي عند وقوع مشاكل، ومن الممكن افتتاح دورات لطلاب سوريين بعد نهاية الدوام في مراكز "Halk eğitim" لتعليم اللغة العربية، وقد يتم إعطاء بعض الدروس من بعض المدرسين في مدارس "الأئمة الخطباء= imam hatip "، ولكن حتى الآن لا تزال المعطيات المتوافرة غير كافية، فالأمور كلها الآن معلقة بانتظار الاتصال من مديريات التربية التركية لتحديد موعد توقيع العقد ومعرفة طبيعة العمل ومكانه.

وفيما يخص الشؤون الإدارية للمدرسين السوريين، فقد بقيت تابعة للتربية التركية. أما الأمور المالية فأصبحت تابعة لإدارة الهلال الأحمر التركي، فبعد أن كان الدعم المالي يأتي إلى التربية التركية، أصبح الدعم المالي المقدم من اليونسيف يصل إلى الهلال الأحمر التركي الموكل بإدارة التمويل الخاص بالمدرسين السوريين.

وعن المبلغ الشهري (الراتب)، أيضاً ما يزال الأمر غير محدد، وهو مرتبط بتوقيع العقد الجديد، ولكن التغيير البارز –الجديد- سيكون وجود "تأمين= sigorta"، وعليه في حال وجود التأمين في العقد الجديد يعني ذلك أن "الراتب الشهري" لن يكون أقل من الحد الأدنى للأجور في تركيا.

ولكن كيف تم اختيار الأسماء في القوائم المعلنة؟

يقدّر عدد المدرسين السوريين من حملة الشهادات الجامعية وما فوق بـ 5 آلاف مدرس – وهذا الرقم جزء من أصل 12 ألف مدرس كانوا يعملون وفق عقود التطوع سابقاً- وهم ممن تنطبق عليهم الشروط التي وضعت لاختيار 3 آلاف منهم لإعادة توقيع عقود جديدة معهم، وتطابق مؤهلاتهم الشروط المطلوبة كالشهادة الجامعية وشهادة اللغة التركية مستوى b1 على الأقل. وقد تم اختيار النصف تقريباً حتى الآن.
 
ولكن ماذا حصل وكيف وقع الاختيار على النصف منهم؟ ما تم هو صدور التوجيه من وزارة التربية التركية إلى مديريات التربية بأن ترسل لها الأسماء المرشحة للتعاقد معها وفق العقد الجديد الذي أعلن عنه خلال الأشهر القليلة الماضية سابقاً، وبدورها وجهت مديريات التربية الفرعية وطلبت من مدراء المدارس التي فيها مدرسين سوريين أن يرسلوا ترشيحاتهم لها، وكل مدير منهم أرسل بناء على هو ما يراه ويناسبه، ولربما تم اختيار الأكثر تعاونًا أو الأكثر عملاً أو الأكثر اندماجاً وتحدثاً باللغة التركية، أو ربما حتى الأكثر تملقاً.. الخ. وهذا يعني أن الدور الأساسي كان لمدراء المدارس التركية في تزكية الأسماء المقترحة، والتي تم اختيارها لاحقاً في قوائم الوزارة ومديريات التربية التركية.

في نهاية المطاف

يرى الكثير من المدرسين السوريين أن ظلماً كبيراً قد وقع بحقهم، إذ أن الكثير منهم مجازون وتنطبق عليهم المواصفات المطلوبة، لكن لم يتم اختيارهم، مع الإشارة إلى أن الكثير من المدرسين والمدرسات السوريات بحاجة ماسة لهذا العمل.

 وقد يجادل البعض أيضاً بوجود أسماء لديهم مؤهل معاهد فقط، وهنا يؤكد لنا مصدرنا أنه على الاقل اطلع على قائمة الأسماء الصادرة في ولايته ولم يجد إلا الشهادات الجامعة ولا وجود للمعاهد، وحول من يتهم بوجود أسماء ممن قاموا بتزوير شهاداتهم وحصلوا على الجنسية التركية أيضاً، ينصح محدثنا بتقديم تلك الأسماء مع الأدلة على التزوير والتوجه للجهات المختصة. 

وحول وجود الوساطات في الاختيارات، قال المصدر بالحرف: "أنا إنسان (منتوف) ليس لي معارف أو وساطات، لكن الإدارة رشحت اسمي بناء على عملي وجهدي، وتنطبق علي باقي الشروط".

 كما أضاف: "يمكن الدخول والاطلاع على القوائم التي نُشر بعضها والتي ستنشر لاحقاً وابحث هل يوجد من لديه معهد. أنا أتكلم عن الولاية التي أقيم فيها، ولم أجد إلا حملة الشهادات الجامعية".
 
ويبقى حال أغلب المدرسين السوريين ممن تم التخلي عنهم، يقول: "أين الوعود.. أين نتيجة المحاولات لإعادة كافة المعلمين الذين تم استغلالنا أبشع استغلال".

فيما تساءل مدرس آخر عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي: "على أساس هناك قضية رفعت ضد اليونسف والتربية التركية.. وأين نتيجة الاقتراح بمحاولة إعادة توطين المعلمين المفصولين إذا لم تتم إعادتهم لعملهم؟".

ترك تعليق

التعليق