ماذا تريد إيران من فكرة تأسيس بنك مشترك مع نظام الأسد؟


حدّد رئيس الغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة، فهد درويش، موعد الإعلان عن تأسيس البنك السوري – الإيراني المشترك، في بداية العام القادم.

وفي حديث نقلته عنه، صحيفة "الوطن" الموالية، قال درويش، إن البنك المشترك سيساهم في تسهيل التبادل التجاري بين سوريا وإيران، إذ سيتمكن التاجر والصناعي والفعاليات الاقتصادية من تحويل الأموال عبر هذا البنك وإبرام العقود عن طريقه، وفق وصفه.

وكان الحديث عن تأسيس بنك مشترك، بين الطرفين، قد تجدد خلال الزيارة الأخيرة للوفد الاقتصادي الإيراني رفيع المستوى، برئاسة وزير الصناعة، ومدير عام منظمة تنمية التجارة في إيران، إلى دمشق، مطلع الشهر الجاري.

ومنذ العام 2019، صدرت تصريحات عن مسؤولين إيرانيين، تتحدث عن العمل على تأسيس بنك مشترك، لتسهيل التبادل التجاري بين الطرفين.

ورأى باحث اقتصادي سوري، أن تجدد العمل على هذه الفكرة، في هذا التوقيت، من جانب الإيرانيين، يعد حركة "غير بريئة".

وقال خالد تركاوي، لموقع قناة "الحرة"، إن "القطاع المصرفي في سوريا يشهد منذ مدة محاولات لإعادة هيكلة من قبل الجانب الإيراني".  
 
وأضاف: "طهران تريد أن يكون هذا القطاع تحت جناحها، لا سيما أنها تعرف جيداً كيف تخرج عن العقوبات وتتهرب منها. المهم لها الآن توسيع الإمكانيات في هذا المجال".  
 
ويوضح الباحث السوري أن إيران، وفي حال توغلها في القطاع المذكور "ستضمن بذلك ثمن البضائع التي تطرحها في الأسواق، سواء المسموحة أو الممنوعة، كالمواد الأولية أو النفط والمخدرات وحتى السلاح".  
 
ويتابع: "نقل الأموال يحتاج إلى شبكة مصرفية، ويفترض أن تكون بين أيديهم. في هذا السياق تأتي محاولة الدخول في مختلف المصارف في القطاعين العام والخاص. هذه الحركة ليست بريئة".  
 
بدوره، رأى كرم شعار، الباحث السوري في معهد "الشرق الأوسط" بواشنطن، أن طهران "تحاول قدر الإمكان إبقاء العلاقة بين التجار والصناعيين على الضفتين سلسة. هذا الأمر يحفز التعامل التجاري لكن المشكلة أعمق ذلك بكثير".  
 
وفي التقرير المشار إليه في موقع قناة "الحرة"، أشار شعار إلى أن إيران تشعر في الوقت الحالي بأنها استثمرت على نحو أكبر من روسيا ببشار الأسد ونظامه، لكن الاستثمارات السيادية ذهبت بعيداً عنها وخاصة المتعلقة بالغاز والنفط.  
 
ويوضح شعار: "سوريا لا يوجد لديها أي شيء لتصديره إلى طهران. المنتجات الزراعية وإرسالها لبلد بعيد أمر غير مجد اقتصاديا، ولهذا السبب فإن العلاقات التجارية محدودة للغاية باستثناء النفط".  
 
وبحسب الباحث الاقتصادي، يرى الإيرانيون "أنهم يستحقون أكثر من ذلك. النظام عوّض الروس بشكل أكبر، لكن هناك فارق أن الروس لديهم مقدرات تقنية إلى جانب المقدرات العسكرية والسياسية، بينما المقدرات الإيرانية في المجالات الكبيرة محدودة جدا".

كما ونقل تقرير "الحرة" عن باحث في الشؤون الإيرانية، أن فكرة تأسيس المصرف المشترك (الإيراني- السوري) قديمة، لكن طهران تسعى من خلالها الآن لـ"فتح منفذ لخرق العقوبات".

وربط سامي حمدي، موقف طهران في الوقت الحالي، سواء بتصريحات مسؤوليها أو الاتفاقيات المعلن عنها حديثاً بـ "الجو العام" الذي تشهده سوريا، ومحاولات إعادة النظام السوري إلى الحاضنة العربية.  
 
ويوضح ذلك بالقول إن "مساعي الدول العربية لإعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري قد تجعل بشار الأسد يتردد لتعزيز العلاقات مع طهران. هذا الأمر من المنظور الإيراني".  
 
ويعتقد حمدي أن يكون إعلان تأسيس البنك المشترك نوع من "إبداء حسن النية. إيران تريد أن تأخذ جزاءها وفرصها في الاقتصاد السوري، وأن تستغل هذه الفترة من العزلة (عزلة النظام السوري) قبل أن يفكر الأسد ربما في تقليص أو وضع حد لعلاقاته معها". 

ترك تعليق

التعليق