انتقادات حادة لمجلس "الإفتاء" السوري بعد فتوى تحريم الهجرة غير الشرعية


أثارت فتوى أصدرها "مجلس الإفتاء السوري"، يوم الجمعة، تعليقات منتقدة وحادة على صفحة المجلس الرسمية في "فيسبوك". 

وأصدر المجلس فتوى تفيد بتحريم الهجرة غير الشرعية "عبر الطرق غير الآمنة"، واصفاً من يسلكها بأنه "آثم"، و"إذا أفضى ذلك إلى موته أو موت من هم تحت ولايته، فالإثم أعظم، وهو من التسبب في القتل".

ويتبع "مجلس الإفتاء" للـ "المجلس الإسلامي السوري" المعارض. ومقرّه في تركيا. ويضم المجلس عدداً من علماء الدين، ويرأسه، الشيخ أسامة الرفاعي. 

وجاءت الفتوى رداً على السؤال التالي: "كثرت في الآونة الأخيرة حوادث الغرق والهلاك والقتل على طرق الهجرة (التهريب) إلى أوروبا وغيرها. فما حكم هذه الهجرة؟ وهل يجوز لأحد أن يرسل عائلته أو بعض أفرادها من خلال هذه الطرق؟".

ورد المجلس على السؤال بالتالي: "كل سفر لم يكن آمناً، ويتعرض فيه المسافر لخطر الموت أو الضياع أو الغرق، فهو سفر ممنوع شرعاً، ويأثم قاصده وطالبه".

وعدّد بيان الفتوى المحاذير الشرعية للسفر عبر الطرق غير الآمنة، ومنها تعريض النفس للإهانة والإذلال والأذى على يد تجار البشر وخفر السواحل وجنود الحدود وغيرهم، إلى جانب إضاعة الأموال، والتعرض للاحتيال.

ورفض بيان الفتوى أن يدعي أحدهم أنه مضطر لهذه الهجرة، قائلاً: "إنه لا يسلم له في معظم الأحوال، ولعل بقاءه حيث هو يكون أرجى للسلامة من ركوب المخاطر". وأضاف: "كما أن المفاسد المترتبة على هذه الهجرة إلى بلاد الغرب أشد من مفاسد بقائه في بلاد المسلمين، فلا ينبغي التساهل بها، بل ينبغي التنبه لمخاطرها، والبحث عن بديل آمن".

ووفق بيان الفتوى، فقد وقّع عليها، 19 عالماً، من أعضاء المجلس.

وانتقدت بعض التعليقات على صفحة المجلس في "فيسبوك"، مضمون الفتوى، إذ قال أحد المعلّقين: "ألم يكن من الأولى بكم أن تلتفوا إلى ما يحصل في المناطق المحررة من فساد عم كافة المؤسسات العسكرية والإدارية و التعليمية و الأمنية.. ألم يكن الأولى بكم الإلتفات إلى ما يحصل لهذا الشعب المقهور من مظالم.. أما آن لكم أن تلتفتوا إلى ما فيه صلاح المناطق المحررة كي لا يجبر القاصي والداني على الهجرة".

وقد وردت تعليقات حادة ضد "مجلس الإفتاء"، قال أحدها: "انزلوا من قصوركن العاجية وانظروا للناس ولهالأطفال والنساء كيف عايشة بعدين حللوا وحرموا على كيفكن".

فيما قال آخر: "ما حكم الأمير او القائد ينام في تركيا آمن و مطمئن والشعب الكثير منهم ينام غير آمن بردان وجائع وانتم معهم؟؟؟!!".

فيما قال معلّق ثالث: "ممكن المشايخ الكرام يبيعوا سياراتهم الفاخرة ويفتحوا بحقها مشاريع تشغل الشباب بكرامة ويحكوا مع تركيا تبطل عنصرية عليهم حتى ما يهاجروا".

وقد وردت بطبيعة الحال، تعليقات مؤيدة للفتوى، ومدافعة عن مجلس "الإفتاء". 

ترك تعليق

التعليق