"مافيا" الذهب والدولار تسرح وتمرح في السوق السورية

لطالما كانا هما الملاذ الآمن في التعاملات المالية لفترة طويلة لجأ السوريون إلى استبدال ما يملكون من الأموال السورية بالدولار والذهب، وذلك خوفاً من الانخفاض الكبير في قيمة الليرة بسبب موجة العنف التي تشهدها البلاد والتصدعات الكبيرة التي يتعرض لها الاقتصاد السوري.


 احذر الدولار المضروب
 مع بداية الانتفاضة الشعبية في البلاد والرد العسكري من قبل النظام عليها بدأ السوريون يتخوفون من انهيار مفاجئ في قيمة الليرة، فشرع الكثير منهم بتحويل أمواله إلى عملات أخرى أو استبدالها بالذهب فاكتظت محلات الصرافة في السوق السوداء بمئات المواطنين الذين يريدون الحصول على الدولار رغم جهل الكثيرين بخفايا السوق السوداء ومتاهاتها.

 وفي ظل الفلتان الأمني الذي تشهده البلاد وانشغال أجهزة الأمن بقمع الاحتجاجات، يُضاف إلى ذلك الطلب المتزايد على العملات الأجنبية من قبل المواطنين الذين لم يسبق لهم التعامل بتلك العملات وجدت" مافيا الدولار والذهب" من سوريا بيئة خصبة لكي تتنامى بشكل سريع وتمارس نشاطاتها على صعيد أوسع حيث انتشرت في الأسواق كميات كبيرة من الدولارات المزورة أو " المضروبة "لتجد لها مستقراً في جيوب المواطنين الذين لن يفيدهم أي إجراء عند اكتشاف تلك الأوراق النقدية المزورة سوى إتلافها والتخلص منها.
 
مستوى مرتفع من التزوير
 بعدمتابعة "اقتصاد"للظاهرة تبين أن هناك تجاراً متخصصين بتوريد العملات المزورة، وأن نسبة مطابقة النسخة "المضروبة "للأصلية تقارب الثمانين بالمائة بحيث لا تستطيع الأجهزة العادية المتواجدة في الأسواق كشفها بسهولة، مما يفسح المجال أمام تجار العملات المزورة بطرحها في السوق، وربما أحياناً تمر العملات المزورة على التجار في السوق السوداء دون أن يكتشفوها ويُشار إلى أن الفئات المنتشرة بكثرة من الدولار المضروب هي فئة ال100دولار الأكثر شيوعاً في التعامل، وفي نفس السياق ألمح أحد تجار العملات" بأن سعر الورقة المضروبة من فئة 100 دولار يتراوح بين 1500 إلى 2000 ليرة سورية.

 أما عن طريقة طرحها في السوق فيقول سالم وهو تاجر ذهب في سوق الحريقة ويتعامل بالدولار عند الحاجة بأنه تعرض لعملية" ضرب" بأربع ورقات مزورة من فئة ال100 دولار حيث كانت هذه الورقات موجودة بين مجموعة ورقات يقارب عددها العشرين ورغم قيام سالم بالتأكد من سلامة الأوراق التي اشتراها وفحصها بواسطة قلم كشف العملات إلا أنه لم ينجُ من "شر مافيا الدولار"-على حد وصفه- وأضاف سالم"أنا لا أستطيع أن أقدم شكوى فأولاً أنا لا أعرف الشخص الذي باعني الدولارات، ولا أجرؤ أن أدخل بسين وجيم مع الأجهزة الأمنية التي تلاحق المتعاملين بالدولار في السوق السوداء".

 الذهب في خطر
 على صعيد آخر فلم تكن مهنة الصياغة بمنأى عن نشاطات مجموعات الاحتيال والتزوير، حيث عمدت هذه المجموعات وبسبب الإقبال الكبيرمن قبل المواطنين على شراء الذهب للادخار باعتباره ملجأً آمناً في حال انهيار الاقتصادلمستويات مخيفة قامت هذه المجموعات بترويج قطع ذهبية "مقلدة"في الأسواق السورية لا يستطيع أحد كشفها وخصوصاً الليرات الذهبية، ويكون التزوير في القطع الذهبية بأن يكون العيار ليس نظامياً وعن هذا الموضوع التقت "اقتصاد" بأحد تجار الذهب في أسواق دمشق ويُدعى الياس فقال"يتواجد الآن في الأسواق قطع ذهبية غير نظامية وخصوصاً الليرات الذهبية من عيار 21 والأونصات ونحن لا نعرف مصدر هذه القطع المزورة، وإنما نعرف بأن عيارها غير مطابق للعيار النظامي المتعارف عليه حيث يكون أقل من العيار النظامي بقليل

ترك تعليق

التعليق