لماذا ازدادت معدلات الفقر في مناطق سيطرة النظام..؟


تساءلت الباحثة والأكاديمية الاقتصادية، الدكتورة رشا سيروب، عن سبب ازدياد معدلات الفقر في المناطق التي يسيطر عليها النظام في سنوات الاستقرار النسبي، مقارنة بما وصفته بـ "سنوات الحرب الشديدة"، مشيرة إلى أن نسبة السكان الفقيرين فقراً شديداً بلغت حوالي 55% في العام 2021، بينما هذه النسبة كانت بحدود 19% في العام 2015.

واعتبرت سيروب في منشور كتبته على صفحتها الشخصية في "فيسبوك" أن الخدمات الأساسية (الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية) هي أكثر المتغيرات ارتباطاً بالفقر، مضيفة أن من شأن أي تحسن في الإنفاق على هذه الخدمات أن يقلل من شدة وطأة الفقر الناتج عن تراجع الدخل أو انعدامه.

وأشارت إلى أن ما حدث في سوريا أن حجم الإنفاق على هذه الخدمات أخذ اتجاهاً متناقصاً نسبة إلى إجمالي الإنفاق العام. حيث انخفضت نسبة الإنفاق العام على التعليم من 23.4% في العام 2015 إلى 8.7% في العام 2022، وانخفضت نسبة الإنفاق العام على الصحة من 5.6% في العام 2015 إلى 5.4% في العام 2022. وانخفضت نسبة الإنفاق العام على الحماية الاجتماعية من 42.9% في العام 2015 إلى 29.2% في العام 2022.

ولفتت في ختام منشورها أن هذا الانخفاض هو ما تطلق عليه الحكومة الترشيد في الإنفاق الحكومي، معتبرة أن هذا في الحقيقة ليس إلا "عدم الكفاءة في الإنفاق العام".

وكانت سيروب قد انتقدت في منشور سابق لها، التصريحات الحكومية التي تطالب بإزالة العجز في الموازنة، ولو على حساب مجانية التعليم والصحة، حيث رأت أن هذا الأمر يشكل تهديداً للسلم المجتمعي وازدياد عدد الفقراء.

وطالبت في ذات المنشور بزيادة حصة العمل من الناتج المحلي الإجمالي، الذي يشكل حالياً 15 بالمئة، ما يعني أن حصة الأرباح تبلغ 85 بالمئة، معتبرة أن هذا هو الحل الوحيد لكي تحصل الحكومة على مستحقاتها الضريبية، التي تحولت بحسب قولها إلى عقارات وسيارات وحسابات خارجية لدى الأكثر ثراءً.

ترك تعليق

التعليق