ما الذي يجري في سوق الثوم..؟


هوت أسعار الثوم وبشكل مفاجئ في الأسواق السورية الخاضعة لسيطرة النظام، فبعد أن وصل سعر الكيلو إلى نحو 100 ألف ليرة خلال الأسبوع الماضي، انخفض إلى ما دون الـ 10 آلاف ليرة، وسط حالة من الإحباط أصابت المزارعين المحليين، الذين كانوا ينتظرون الموسم بفارغ الصبر من أجل الاستفادة من الأسعار المرتفعة، لتعويض خسائر العام الماضي عندما اضطروا لبيع محصولهم دون سعر التكلفة.

ومن المعروف أن موسم إنتاج الثوم المحلي يبدأ مع مطلع شهر نيسان من كل عام، إلا أن أحداً لم يكن ليتوقع أن تنهار أسعار الثوم على هذا النحو وخلال أسبوع واحد فقط، ما يشير بحسب الكثير من المراقبين إلى أن الأمر لا يخلو من تلاعب مقصود من قبل بعض التجار المتنفذين، الذين استطاعوا رفع أسعار الثوم إلى أعلى مستوى ممكن وتحقيق الأرباح الطائلة خلال الأشهر الماضية، مستفيدين من القرارات الحكومية التي لم تسمح باستيراد الثوم سوى قبل شهر واحد من موسمه المحلي، وهو ما أدى لانخفاض الأسعار بنسبة 50 بالمئة لفترة مؤقتة، ثم لتعاود الارتفاع من جديد، حتى وصل سعر كيلو الثوم بدمشق الأسبوع الماضي إلى 100 ألف ليرة.

واعتبر مراقبون أن انهيار أسعار الثوم، رغم أنه لا زال في بداية موسمه، لا يمكن النظر إليه على أنه حركة عرض وطلب فقط، لأنه عندما تم استيراد الثوم وبكميات كبيرة لم تنخفض الأسعار سوى لفترة قصيرة، مشيرين إلى أن هناك من يريد أن يتسبب بخسائر لمناطق إنتاج الثوم في سوريا، والتي يتركز أكثر من 80 بالمئة منها، في ريف دمشق ودرعا.

وأفاد الخبير والمحلل الاقتصادي، مروان قويدر، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أنه في العام الماضي حدث تقريباً نفس الشيء، حيث كانت الأسعار مرتفعة، لكن عندما بدأ الإنتاج في ريف دمشق ودرعا، انخفض سعر الكيلو إلى أقل من 2000 ليرة في الأسواق (المفرّق)، وهو دون التكلفة بكثير، ما دفع الكثير من الفلاحين إلى إتلاف محاصيلهم وتركها دون تسويق.

وأضاف قويدر، أن سعر كيلو الثوم في الحقل يباع اليوم بأقل من 5 آلاف ليرة، وفي سوق الهال بنحو 6500 ليرة وللمستهلك بنحو 8 آلاف ليرة، لافتاً إلى أن تكلفة الكيلو على الفلاح هي بكل تأكيد أكثر من 4 آلاف ليرة، بينما الأسعار مرشحة للمزيد من الانخفاض خلال الأيام القادمة، ما يعني تعميق خسارة الفلاحين للموسم الثاني على التوالي.

وحذّر الخبير الاقتصادي، مما وصفه بـ "فرح" المسؤولين، بانهيار أسعار الثوم المحلي، في الوقت الذي لم يغضبوا فيه عندما وصل سعر الكيلو إلى 100 ألف ليرة، بحسب قوله، مطالباً بضرورة حماية الأسواق من التجار الجشعين، وبنفس الوقت حماية المزارعين، عبر التدخل وفرص سعر عادل يحميهم من الخسارة والعزوف عن الإنتاج في المرحلة القادمة.

ترك تعليق

التعليق