مراسلون بلا حدود: سوريا من ألدّ "أعداء الإنترنت"

تسجيل النشاطات الإنترنتية ونسخ كل البريد الإلكتروني ضمن سوريا 

مستخدمو الإنترنيت خاضعون للتجسس الرسمي وحبس 40 صحفياً وناشطاً

صنّف تقرير متخصص في الرقابة على الإنترنت سوريا، كواحدة من بين أشد خمس دول "عداءً للإنترنت". موضحة "أنهم يتجسسون بشكل صارخ على الإنترنت"، وداعية للتحكم بنشاطات الشركات التي تزود الأنظمة الديكتاتورية بأجهزة المراقبة والتجسس.

التقرير الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، بمناسبة اليوم العالمي ضدّ الرقابة على الإنترنت، المصادف 12 مارس/آذار، أوضح أن الأنظمة الاستبدادية تواصل العمل الحثيث لتعزيز نشاطات الرقابة والتجسس على نشطاء الحقوق وأجهزة الإعلام.

تقاسم التحكم
وسمى التقرير كلاً من سوريا والصين وإيران وفيتنام والبحرين "أعداء حكوميين للإنترنت"، مبينا أن حكومات البلدان الخمس "تشترك في مراقبة تدخلية وتجسسية نشطة على مزودي الأخبار، تؤدّي إلى انتهاكات خطيرة تمس حرية المعلومات وحقوق الإنسان".

وأبانت المنظمة أن مستعملي الإنترنت المقدرين بـ5 ملايين في سوريا، خاضعون للتجسّس الرسمي واسع الطيف، منوهة بسجن 22 صحافياً و18 مستخدم إنترنت، حيث تخضع الإنترنت السورية لهيمنة مؤسستين، إحداهما الجمعية السورية للمعلوماتية التي أسسها بشار الأسد.

وتتحكم جمعية المعلوماتية بالبنية التحتية لخدمات الجيل الثالث "3G"، بينما تسيطر مؤسسة الاتصالات على أغلبية الاتصالات الثابتة.

وتتضمن قدرات سوريا تسجيل النشاطات الإنترنتية المتصلة وغير المتصلة، ونسخ كل البريد الإلكتروني ضمن سوريا، والقدرة على اكتشاف واعتراض ومنع أي بيانات مشفّرة.

وعزز النظام رقابته على الإنترنت في 2011، عبر إضافة تقنيات جديدة إلى "ترسانته" ومن ضمنها خادمات (بلو كوت)، التي وضعتها منظمة (مراسلون بلا حدود) على قائمة الشركات المتهمة بتسهيل أعمال الأنظمة القمعية، فيما يخص خدمات الإنترنت.

وإيران أيضاً
وخصّ التقرير نشاطات الحكومة الإيرانية في هذا المجال، حيث قال إن هذه الحكومة "راقبت وهيمنت على الإنترنت لسنوات، وذهبت إلى حدّ إظهار رغبتها في إنشاء "إنترنت حلال" مخصص للناس داخل إيران"!

وطبقاً لـ"مراسلون بلا حدود" فإن الإنترنت الإيرانية ليست "أكثر سياسية" من البلدان الأخرى، لكنها مراقبة بشكل مباشرة، أكثر من أي بلد آخر، فـ"أي شيء يبتعد عن الخطّ الرسمي يعتبر تلقائيا محتوى سياسيا وخاضعا للترشيح أو المراقبة".

المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من باريس مقرا لها، رأت أن "الإشراف والرقابة على الإنترنت بشكليهما واسع الانتشار يعرّض للخطر نموذج الإنترنت الذي وضعه مؤسسو الشبكة العالمية، وهو أن الإنترنت فضاء للحرية ولتبادل معلومات والآراء.. فضاء يتجاوز الحدود".

وسبق ل"اقتصاد" أن نشرت مؤخرا خبرا مفاده ربط شبكتي الإنترنت في كل من سوريا وإيران، حيث وقعت سلطات دمشق وبغداد وطهران اتفاقاً ثلاثياً للربط الشبكي، وقد بين الجانب الإيراني أن "المشروع المتفق عليه سيمكّن سوريا من الاتصال عبر الشبكة الإيرانية بشكل موثوق وآمن مع جميع دول العالم"، ما يعني حسب مراقبين احتمال إخضاع جميع خدمات الإنترنت في سوريا للسيطرة الإيرانية.

ترك تعليق

التعليق