ذراً للرماد في العيون ..رجالات مخلوف يطلقون "الضمير السوري"مبادة للإعمار وعودة اللاجئين


خبير يهزأ من "الصندوق الوطني للعودة "ب 20 مليونا


"الضمير السوري" مبادرة جديدة من المتوقع إطلاقها نهاية الشهر الحالي، خلال اجتماعٍ في الأردن دعت إليه مجموعة من الفعاليات الاقتصادية السورية، أبرزها أحد أهم رجالات رامي مخلوف وهو رجل الأعمال أنس الكزبري.
وازع الضمير والحرض على سوريا، أهم الأسباب التي وقفت خلف العمل على إطلاق هذه المبادرة، وفق أصحابها، والتي تطرقت للوضع السياسي وتحدثت عن أهمية الحوار غير المشروط، إلى جانب دخولها في تفاصيل إعادة الإعمار والنهوض بالوضع الاقتصادي للبلاد، حيث أشارت إلى "التزام المبادرين التزاماً تاماً بدعم عملية إعادة البناء في سوريا من منطلق المصلحة العامة وإنقاذ البلاد من الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي وصلت إليها والتي أدت حتى الآن إلى خسارة عشرات آلاف الشهداء من أبناء سوريا وتدمير جزء هام من الاقتصاد الوطني".

 ملايين للإعماربضعة ملايين للإعمار

وبعد هذه الديباجة الإنسانية وضع المبادرون خطوطاً عريضة للحل الاقتصادي، تمثلت في الصندوق الوطني للعودة برأسمال قدره 20 مليون دولار أميركي (أو يحدد المبلغ خلال الإجتماع التأسيسي)، والصندوق الوطني للإنعاش الاقتصادي برأسمال قدره 2 مليون دولار أمريكي بهدف إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية لجملةٍ من المشاريع الحيوية التي تحتاجها البلاد فور بدء العملية السياسية وتحقيق الحد الأدنى المطلوب من الاستقرار الأمني.
المبادرة التي تواجه انتقاداتٍ عديدة من الناحية السياسية، أيضاً تنال حصةً من النقد الاقتصادي، ولعلها أكثر مبادرة تواضعت بأرقامها، فإذا دخلنا في التفاصيل، يهزأ أحد خبراء الاقتصاد السوريين الذي فضل عدم ذكر اسمه من الأرقام الواردة ويعتبرها، مبادرة فاشلة قبل إطلاقها فالحديث عن 2 مليون دولار، لموضوع الدراسات، وكذلك العشرين مليون دولار التي من خلالها يمكن إعادة اللاجئين إلى بيوتهم، فهذه العودة تحتاج إلى بناء وتأهيل بنى تحتية، وتعمير، ويبدو أن رجال الأعمال الذين طرحوا الأرقام، يريدون ذر الرماد في العيون، فالحديث عن مليارات الدولارات المطلوبة لإعادة الإعمار وهم يتحدثون عن 20 مليون دولار، فأبسط التقديرات لموضوع البناء العقاري تحدثت عن 30 مليار دولار.

تشتيت المعارضة


والحل الاقتصادي يتطلب الكثير من الإبداعات كالصكوك، وشركات مساهمة يملكها المواطنون لإعادة البناء، إضافةً للمساعدات، لذلك لا يمكن أن يكون مع استمرار النظام، ويعتبر الخبير الاقتصادي أن المبادرة، تعني إعادة الشكل الاقتصادي السابق، وبقاء ما كان على ما كان عليه، مشيراً إلى أن مسألة إعادة الإعمار والبناء، لا يمكن أن تكون بمعزلٍ عن الحل السياسي، المبادرة قالت أن الحوار دون شروط، ما يعني أنها تمهد لفكرة بقاء الأسد، وهذا ما لا يمكن معه الحديث عن إعادة إعمار، لا يمكن البناء ومن خرب البلاد على رأس الحكم، ففاتورة الإعمار مكلفة للشعب وتحتاج إلى ضرائب والتزامات، بمعنى أوضح أنه لا يمكن لشخص فقد شرعيته وشعبيته أن يطرح إعادة البناء.
ويضيف الخبير أن مبادرة رجال الأعمال ربما كانت نافعة لو أنها جاءت في بداية الثورة، لكنهم أتوا متأخرين جداً، معتبراً أن الهدف الأبرز منها هو تشتيت المعارضة، لا سيما إذا ما رأينا أن خلف هذه المبادرة أحد أهم رجالات رامي مخلوف وهو أنس الكزبري.
وأشارت بعض المصادر الإعلامية إلى وجود تكتل من رجال أعمال وراء المبادرة منهم موفق قداح، نبيل الكزبري، وفيق سعيد، ودعم من عبد الله الدردري والشيخ راتب النابلسي.

ترك تعليق

التعليق