المركزي يعد من جديد.. سندعم الليرة ابتداءً من الأسبوع القادم

أعلنت دمشق اليوم الخميس عن نيتها اتخاذ خطوات لدعم الليرة السورية، التي تشهد تراجعا قويا مقابل الدولار الأمريكي، أفقدها أكثر من ربع قيمتها خلال شهر واحد فقط.

ووعد حاكم "المركزي السوري" بمباشرة هذه الخطوات ابتداءً من الأسبوع المقبل، ليكرر بذلك وعداً سبق له أن أطلقه قبل فترة، لكن السوريين لم يلمسوا أي أثر له على عملتهم، بل على العكس من ذلك واصلت الليرة انحدارها.

واليوم الخميس صرح حاكم "المركزي" أديب ميالة بأن المصرف سيبيع "العملة الأجنبية إلى البنوك ومؤسسات الصرافة، بطريقة تضمن بقاء الليرة السورية مستقرة"، وذلك بدءاً من الأسبوع القادم.

وفي ظل إحجام دمشق عن تنفيذ وعودها بالتدخل لحماية ما تبقلى من "هيبة" الليرة، رأى مراقبون أن نظام بشار الأسد وازن بين سقوطه وسقوط الليرة، فما كان منه إلا أن اختار الخيار الأخير بلا تردد، حيث إن دعم الليرة سيكلفه الصرف من احتياطي النقد المتآكل لديه، فيما يواجه تمددا غير مسبوق للثوار يفرض عليه توجيه مزيد من النفقات لدعم قواته وشبيحته. 

وقدر بعض الخبراء احتياطات سوريا من النقد الأجنبي بحوالي 17 مليار دولار قبل الثورة، حيث كان الدولار يعادل 47 ليرة، فيما تضاءلت هذه الاحتياطات لاحقا لتقارب 2 مليار دولار، في وقت وصل الدولار إلى قرابة 120 ليرة، ما أشعل أسعار الغذاء بشكل خاص، ومهد لانفجار تضخمي يقول المختصون إنه سيبلغ 40 بالمئة.

ولا يمثل تهاوي الليرة سوى وجها من وجوه الانهيار الاقتصادي الذي ساقته عائلة السد إلى سوريا عبر عقود من تشجيع الفساد ونهب المال العام، وتجيير معظم أموال الموازنات المتعاقبة لصالح "تسمين" الجيش وقوات الأمن، وهو الأمر الذي بد أكثر وضوحا في السنتين الأخيرتين، مع اندلاع الثورة، وتحويل معظم مقدرات البلاد باتجاه ما يسمى "المجهود الحربي"، الذي يستهدف القضاء على الثورة، ولو على حساب تدمير سوريا وتجريدها من كل ما بناه أبناؤها من مشروعات زراعية وصناعية وسياحية وغيرها.

ترك تعليق

التعليق