سيارة لأسرة كل "شهيد" في اللاذقية ..تفاقم النفس الطائفي في قرارات حكومة النظام الاقتصادية والإدارية


تتزايد وتيرة النفس الطائفي في القرارات الاقتصادية والإدارية لحكومة النظام في دمشق، بصورة متصاعدة، بحيث خرجت من دائرة الصراحة، لتدخل دائرة الوقاحة، في الأيام الأخيرة تحديداً.

ففي إحدى صحف النظام يطالعك خبرٌ جانبيٌ صغير، لكن في فحواه الكثير، حيث وافق محافظ اللاذقية على تخصيص سيارة عامة لكل أسرة "شهيد"، في اللاذقية تحديداً.

ويبدو أن النظام في هذا القرار، يقرّ بأن لا شهداء إلا أولئك المحسوبين عليه، في منطقة محددة من سوريا، وعلى حساب خزينة الشعب السوري، الذي يبدو أن قتلاه في باقي المناطق السورية، يجب عليهم أن يدفعوا بدمائهم، وأموالهم أيضاً، تعويضات لبعض قاتليهم في مناطق أخرى، وهنا لا نقصد التعميم بطبيعة الحال.

قبل ذلك بيومين، قرر رئيس حكومة النظام، بعد نجاته من محاولة اغتيال –مزعومة حتى الآن- الموافقة على تراخيص مصانع الأدوية في المناطق الآمنة، دون أن تحدد الحكومة قائمة بالمناطق الآمنة، ربما لتجنب الوقاحة التي كانت ظاهرة في الخبر الذي أوردناه آنفاً....لكن ما هي المناطق الآمنة اليوم....فدمشق ذاتها لم تعد من المناطق الآمنة، خاصة بعد دخول مدينتها الصناعية في عدرا على خط المواجهات....مما يعني أنه بقي في سوريا فقط، ثلاث محافظات آمنة نسبياً، اللاذقية وطرطوس والسويداء، وعلى السوريين هنا أن يقرؤوا ما بين السطور، وفي جانب منه، محاولة لزج الدروز على ما يبدو في زاوية المحسوبين على النظام، لتعزيز الفتنة الطائفية في البلاد، والكثير منهم من ذلك أبرياء.

قبل ذلك بثلاثة أشهر تقريباً، صرفت محافظة دمشق الدفعة الأولى من التعويضات المقدمة للمتضررين من الأحداث في البلاد، بنسبة 75% من قيمة التعويضات لصالح أهالي القصاع....وكأن مناطق دمشق الجنوبية وجوبر والقابون وبرزة، وقبل ذلك، الميدان ومناطق الليوان وكفرسوسة وبساتين المزة....ليست محسوبة على دمشق، أو كأن الأضرار التي حاقت بتلك المناطق ليست في نطاق المنظور الحكومي، والأهم هنا اللعب على وتر زرع الحساسية تجاه المسيحيين تحديداً، لتعزيز حصرهم في زاوية المحسوبين على النظام، رغم أن ذلك لا ينطبق بالضرورة على الكثير منهم.

خلاصة ما سبق، أن النظام بدأ يكشف عن وجهه الطائفي البغيض بصورة قاربت الوقاحة، وبمسيرة متدرجة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وصولاً إلى تقديم سيارة لكل عائلة "شهيد" في اللاذقية، تحديداً، إلى جانب السعي الحثيث لتوريط الدروز والمسيحيين في مستنقع حرب الإبادة التي يشنها النظام على الأكثرية في بلده.

ترك تعليق

التعليق