100 مليار ليرة أضرار القطاع الزراعي ..وبعثة أممية تزور سوريا لرصد الواقع والاحتياجات

استثمر وزير زراعة النظام السوري أحمد القادري لقاءه ببعثة من منظمة الفاو وبرنامج الغذاء العالمي المكلفة تقييم المحاصيل والإنتاج الزراعي والاحتياجات الغذائية في سوريا بالإشارة إلى إنهاك الواقع الزراعي وتدهوره بفعل ما أسماه "الأعمال الارهابية" متناسياً حجم الدمار الذي يزرعه النظام وآلته العسكرية وتفرض التهجير القسري على مدن كانت حتى الأمس سلة غذاء لسوريا وجوارها من الدول الشقيقة.
فيما تتواصل الأنباء الواردة من الداخل بالإشارة إلى إحراق المحاصيل الزراعية للموسم الجاري في كل من السفيرة وتل رفعت في الريف الحلبي ورأس العين في الحسكة وطفس بدرعا وهي مؤشرات بحسب نشطاء سوريين قد تبدأ ولا تنتهي تحت ذات المبرر المعتاد "ملاحقة فلول إرهابية" وصولا لانهاء الواقع الزراعي برمته.

واعتبر القادري أن حجم خسارة القطاع الزراعي تقرير ذو طبيعة فنية بحتة ولا يستخدم لأغراض سياسية، ويعبر عن الواقع الفعلي والدقيق عن القطاع الزراعي والفلاحين في سوريا، لافتاً إلى أن قيمة الأضرار التي طالت وزارة الزراعة وحدها بلغت نحو 27 مليار ليرة بين نهب وتخريب الآلات والآليات والمباني والتجهيزات كما وصلت قيمة الأضرار التي تكبدها القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني خلال العام الماضي إلى نحو 74 مليار ليرة نتيجة خروج بعض المساحات من الاستثمار الزراعي وانخفاض الإنتاجية لعدم تامين مستلزمات الإنتاج.

فيما يقول سكان محليون إن قذائف النظام هي التي دمرت الواقع الزراعي وأخرجت اليد العاملة وملاك الأراضي من المعادلة الزراعية ويؤكد أمجد محمود من مدينة الحراك أن الصواريخ التي سقطت على مدينتهم تكفي لتدمير نمو أي زرع إضافة لهجرة السكان قسراً إلى مخيمات اللجوء في الأردن متسائلاً إن كانت منظمة الفاو ستلتقي بسكان هذه المدن أم تكتفي بمعاينة أضرار بعض المباني الحكومية ذات العلاقة بالواقع الزراعي.

وأشار الوزير القادري خلال لقائه أعضاء البعثة إلى استعداد الوزارة لتقديم البيانات والمعلومات كافة عبر القنوات الرسمية وعدم الاعتماد بشكل أو بآخر على مصادر غير رسمية للوصول إلى تصور أولي حول حالة إنتاج المحاصيل للموسم الزراعي الحالي وصياغة التصورات المستقبلية وتحديد احتياجات القطاع الزراعي والفلاحين للموسم القادم من مستلزمات الإنتاج المختلفة ووضع تصور لطبيعة ونوعية المساعدات التي يمكن أن تقدم من منظمة الفاو وبرنامج الغذاء العالمي.

وبحسب مصادر إعلام النظام فإن إيريكو هيبي ممثلة منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة" الفاو" في دمشق أكدت أن الهدف من البعثة إجراء تقييم فني وواضح وواقعي عن وضع المحاصيل والإنتاج الزراعي والاحتياجات الغذائية وجمع المعلومات من مصادر موثوقة وتأمين مستلزمات الأمن الغذائي والاحتياجات الإنسانية التي تواجه فئة هشة في سوريا في ظل الظروف الراهنة والتوصل إلى جذب الموارد من أجل دعم القطاع الزراعي والثروة الحيوانية.

ولفت ماثيو هولينوورث من برنامج الغذاء العالمي إلى أن مهمة البعثة هي تحديد احتياجات المجموعات المتضررة والهشة التي تأثرت في ظل هذه الظروف وما يمكن فعله في المستقبل لوضع الإجراءات الإغاثية في وضعها الصحيح مبينا أهمية الزيارات الحقلية للوصول إلى معلومات موثوقة والمطلوبة من أجل إعداد تقرير البعثة الذي يعكس ويحدد المصاعب التي تواجه القطاع.

ترك تعليق

التعليق