بعضها يتشدد ويطلب إقامة دائمة للمودع .."اقتصاد" تتقصى عن الإجراءات في تعاملات السوريين مع البنوك المصرية


ذكرت (ل، ح)، سورية مقيمة بمصر، لـ "اقتصاد" أن موظف شركة صرافة مصري حذّرها من إيداع حسابات بالعملة الصعبة في أيّ من البنوك المصرية لأنها لن تستطيع السحب منها لاحقاً إلا بالجنيه المصري، فتخسر فرق العملة، وهو فرق كبير في حال كان المبلغ المودع كبيراً.
وأوضح موظف شركة الصرافة لـ (ل، ح) أن الهبوط المستمر للجنيه المصري مقابل العملات الصعبة، دفع الجهات المصرية المعنية إلى البحث عن سبل لرفع الطلب على الجنيه، وكان منح أصحاب الحسابات بالقطع الأجنبي، جنيه بدلاً من العملة الصعبة، أحد هذه الطرق، حسب الموظف المشار إليه.

(رفيق، خ) أحد السوريين الذين أخافتهم تلك المعلومات المتداولة عن عدم رد الحسابات بالعملة الصعبة في البنوك المصرية، فبدأ يبحث عن حلول أخرى، فنصحه بعض المصريين والسوريين المقيمين في مصر باستئجار خزنة لإيداع ما يريد من ذهب وأموال وأوراق هامة، مقابل إيجار محدد، وهو إجراء متوفر في بعض البنوك المصرية.

"اقتصاد" تقصت في بعض البنوك المصرية وفروع البنوك الأجنبية العاملة في بعض المدن المصرية بهذا الخصوص، فنفى موظف بنك أجنبي في مصر تلك المعلومات، وأكد أنهم يفتحون حسابات بعملات صعبة، ويسمحون بسحب مبالغ من تلك الحسابات بالعملة الصعبة، طبعاً وفق إجراءات محددة يوضحونها للعميل قبل الإيداع، وأن ذلك يشمل السوريين وغيرهم، فالإيداع لا يتطلب حتى امتلاك إقامة دائمة، في حين أكد موظف أحد البنوك المصرية أنه من الضروري وجود إقامة للمودع، وأنه كإجراء استثنائي يمكن لمن لا يملك إقامة أن يودع لكن دون سحب، حتى يحصل على الإقامة.

وكان من الواضح أن الإجراءات تختلف من بنك لآخر، وتختلف أيضاً بين بنك مصري، وبين فرع لبنك أجنبي في مصر، كما كان من الواضح أن الإجراءات قد تكون مرنة في بعض البنوك، وشديدة في بنوك أخرى.
(ع، ع)، سوري مقيم في القاهرة، أكد لـ "اقتصاد" أنه فتح حسابين في بنك CIB أحدهما بالدولار، بقيمة 1000 دولار، والآخر بـالجنيه بقيمة 5000 جنيه مصري، وأنه سحب من حسابه بالعملة الصعبة، بالدولار، لكن كان المبلغ المسحوب صغيراً، وحصل عليه بالدولار فعلاً.
وأكد (ع، ع) أن إجراءات البنك كانت مرنة، فإقامته كانت منتهية الصلاحية لكنهم تجاوزوا ذلك، وإن كانوا أصروا على بطاقة العمل، كما طلبوا صورة عن جواز السفر وصورة عن شهادة السواقة وعقد البيت المستأجر.

وأوضح (ع، ع) لـ "اقتصاد" أنه تلقى تحويلات إلى حسابه بالعملة الصعبة دون مشاكل تُذكر، إلا أنه أخبرنا عن حالات لسوريين آخرين على ما يبدو تلقوا تحويلات من حسابات مصرفية مراقبة، وأنهم اعتقلوا وأحيلوا للتحقيق، لذلك يجب أن يكون الشخص حذر من أن الحساب المصرفي الذي سيرسل له حوالات مالية، ليس عليه أية مشكلات أو ملاحقات.

وأشار (ع، ع) إلى أن معظم من يعرفهم يفضلون استخدام الويسترن يونيون في استلام الحوالات من الخارج، لأنها أكثر مرونة مقارنة بالبنوك، وإن كانت الحسابات المصرفية أمر ضروري وحتمي للسوريين الذين يحملون سيولات مالية كبيرة، مما يتطلب اللجوء في نهاية الأمر إلى البنوك، التي تختلف في درجة المرونة والتشدد من بنك لآخر، وأحياناً من فرع لآخر لذات البنك.

ترك تعليق

التعليق