الفلاحون يضطرون لتسليم محصولهم للنظام ..الإئتلاف يدير ظهره لسلاح "القمح" في الجزيرة السورية

من المعروف عن منطقة الجزيرة السورية وبخاصة المتاخمة للحدود التركية بأنها الخزان الغذائي لسوريا، وبالرغم من سيطرة الثوار على الكثير من المناطق لم تستطع المعارضة السورية استثمار هذا السلاح ضد النظام، في ظل سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD على غالبية المدن والمناطق الكردية، ما عدا القامشلي والحسكة إلا أن النظام لا زال يتحكم في كميات القمح التي تسوق للمراكز الواقعة تحت سيطرته بحكم وجوده القوي في أكبر مدينتين في المحافظة، وقد قام النظام بتحديد 6 مراكز شراء فقط من أصل 36 مركزاً في المحافظة موزعين من قرية المبروكة 40كم جنوب غربي رأس العين (سري كانيه) إلى أقصى الشرق في المثلث الحدودي مع العراق وتركيا (عين ديوار).
وفي ظل هذه الظروف فإن الموسم الزراعي تأثر بشكل كبير نتيجة اندلاع الاشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام في أكثر من مكان (رأس العين –تل حميس – تل كوجر – تل براك) وخروجها عن سيطرة النظام، وبقاء أخرى بيد حزب الاتحاد الديمقراطي PyD تبقى المعاناة ا واضحة بتفاصيلها بالنسبة للمعنيين (المزارعين)

المزارعون تحت رحمة أصحاب السيارات 
جاءت الفرصة باستغلال أصحاب سيارات النقل للفلاحين بتسويق منتجاتهم الزراعية بأسعار باهظة و خيالية, حيث يبلغ سعر نقل الحمولة من مدينة رأس العين ديريك إلى القامشلي أو الحسكة 110 آلاف ليرة سورية، حيث كان السعر السابق هو 15 ألف ليرة وان ضاعف السعر بموجب ارتفاع سعر الدولار فإن سعر45 ألفاً أو 50 ألفاً هو سعر مناسب لأصحاب السيارات، إلا أن أصحاب السيارات يتحججون بأن سعر الوقود ارتفع كما أن المخاطر كثيرة على الطرقات فـ(السائق محمود) يقول: بأن السبب في رفع السعر هو عدم وجود سيارات النقل والبقاء لمدة ثلاثة أيام لإفراغ الحمولة في مراكز الحسكة والقامشلي وهناك ضرائب تجبى على الطرقات ومنها 1000 ليرة كضريبة مرور على حواجز PYD، أما المزارع حسن فيقول: نتعرض للابتزاز من قبل الجميع ومنهم أصحاب الحصادات حيث رفع حاصل الحصاد إلى 8% بينما كان في السابق 4% في ظل رداءة الموسم، حيث كان يقطع كل الشوال مابين 40- 50 شوالاً إلا أن رداءة الجو غير المناسب لمحصول القمح ،وغلاء سعر المازوت حتى إن بعض المزارعين قاموا باستخدام (مادة الفيول) كل ذلك أثر بشكل سلبي على الموسم الزارعي وذلك لتغيير المزارعين محركات الديزل لأكثر من مرة خلال الموسم في ظل غلائها وعدم وجود قطع التبديل أثقل كاهل المزارعين.

دور مؤسسات المجتمع الديمقراطي في التسويق والشحن 
مؤسسات المجتمع الديمقراطي التابعة لحزب الـPYD هي من تقوم بحماية الطرق والشاحنات وإيصال الحمولة إلى مراكز التسويق الستة في القامشلي والحسكة من جميع المدن والبلدات، كما أنهم يسيطرون على مكاتب الدور التي تنظم شحن الحبوب من كل مدينة، وقد عقد مجلس الشعب لغرب كردستان قبل موسم الحصاد ندوات لجميع المزارعين بأنهم سيقومون بشراء الحبوب منهم، إلا أن ذلك لم ينجح فانحصر دورهم بحماية الطرق وتأمين السيارات لنقل الحبوب إلى المراكز الحكومية، و يقول في ذلك علي المقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية إن المهم الآن هو أن يحصل المزارع والفلاح على ثمن جهده وتعبه الذي بذله لمدة ستة أشهر، وحتى الآن ليس لدينا بديل عن النظام لشراء مادة القمح، وحتى إن استطعنا أن نخزن القمح في المراكز التي سيطرنا عليها فمن أين لنا ثمن شراء كل هذه الكمية؟

الائتلاف والفشل السياسي والاقتصادي 
بينما يقول ناشط آخر (رفض الافصاح عن اسمه) كان من المفروض أن يقوم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالتعاون مع الدول التي تؤيد الثورة بشراء الحبوب ليستفيد المزارع السوري و لنقطع الإمداد عن النظام ونضعفه من خلال حرمانه من هذا الدعم، بينما فشل الائتلاف في ذلك كما فشل في السياسة بشكل ذريع بينما يحقق النظام الانتصارات على الأرض في مناطق الداخل (القصير وحلب) لو نجحت المعارضة في هذا الملف لوقع النظام في ضائقة مالية، بينما منح موسم القمح بالحياة لفترة أطول. _على حد قول الناشط_

رأي الموظفين في حصر الشراء بـ 6 مراكز 
يقول (م . ف) إن مراكز التسويق جاهزة والموظفين موجودون وبخاصة على طول الحدود باستثناء المراكز الغربية لمدينة رأس العين (سري كانيه) ومراكز تل حميس والكوجر أما الباقي كلها تستطيع أن تستقبل محصول القمح وحتى إن بعض المراكز لازالت تحتفظ بمخزونها من الأعوام السابقة, بينما لا يثق النظام كثيراً في المدن التي لا يتواجد فيها المراكز الأمنية فبعض المراكز أيضاً تعرض للسرقة من قبل بعض الكتائب باسم الجيش الحر وهناك حوادث كثيرة وقعت خلال العام الفائت.

ترك تعليق

التعليق