كيف وصل الذهب السوري إلى "إسرائيل" !

كشف تقرير نشره موقع صحيفة معاريف الإسرائيلية عن إلقاء القبض على عصابة للاتجار بالذهب بشكل غير قانوني في الضفة الغربية، وأشار التقرير إلى وجود حالة من التنسيق بين بعض تجار الذهب من مناطق الضفة الغربية مع التجار في إسرائيل حيث يقوم تجارفلسطينيون بشراء الذهب من الأردن بأسعار رخيصة نسبياً، خاصة بعد نزوح العائلات السورية إلى الأردن وبيعهم ما يمتلكون من ذهب بأسعار رخيصة نظراً لحاجتهم للنقود، وقلما تجد امرأة سورية لا تتقلد أسوارة أو حلقاً أو عقداً أو خاتماً في بنصرها وذلك أضعف الإيمان ، ولكن مع اشتداد الوضع سوءاً في سوريا اضطرت الكثير من العائلات لبيع ما تملكه من الذهب، وبعض النساء استطعن أن ينقلن ما يملكنه من قطع ذهبية إلى الأردن عسى يكون لهن ملاذاً وقت الضيق، ولكنهن اضطررن لبيع هذه القطع في وقت قياسي نظراً لفارق العملة بين سوريا والأردن والغلاء الفاحش وتقاعس الجمعيات وهيئات الإغاثة عن مساعدة السوريين، واستغل تجار الذهب في الأردن هذه الظروف الصعبة ليستحوذوا على مصاغ السوريات بأسعار بخسة. 

تذويب الذهب لتهريبه !
من جانب آخر ذكرت تقارير أن عدداً من تجار الذهب السوريين استغلوا الأحداث الدائرة في بلدهم وقاموا بتصريف كميات من الذهب والمجوهرات التي يحتفظون بها من خلال تذويبها ليتمكنوا من تهريبها إلى الأردن التي تعتبر ممراً له حيث يتم تهريبه منها إلى الضفة الغربية بفلسطين فيتلقفه تجار إسرائيليون.

ويشوب الغموض الأساليب التي يتبعها هؤلاء التجار في تهريب الذهب السوري 
وهي أسرار لا يمكن أن تعطى لأحد فما بالك بالإعلام، ولكن من خلال تتبع حركة المضبوطات التي تصادرها الجمارك الأردنية وتنشر أخبارها على الصفحة الرسمية لها علمنا أن عناصر"مركز نصيب الحدودي" ضبطوا منذ أسابيع تاجرين غير سوريين بحوزتهما كمية من الذهب المعد للتهريب إلى الأردن، وفي التفاصيل ذكر أمين جمارك نصيب رضوان اليحيى بأن عناصره ضبطوا أربعة أكياس من الذهب الإيطالي فيها حوالي 1000 طوق نسائي عيار 18 في حقيبة شخصية تعود لمسافرين ليسا سوريين هما (سامي الحسن) ليبي الجنسية و( محمد أبو سيف) من مصر كانا يريدان الدخول إلى الأردن، وأضاف أمين الجمارك أن "المسافريْن لم يشيرا إلى أنهما يحملان ذهباً في بادئ الأمر وعندما قمنا بإجراءات التفتيش وجدنا الذهب, فادعيا أنه غير أصلي (إكسسوار) إلا إن الفحص الأولي أثبت أنه من الذهب الخالص.

كما تمكنت كوادر الجمارك الأردنية العاملة في مديرية مكافحة التهريب من إحباط محاولة تهريب ألماس بوزن إجمالي 240 قيراطاً و250غراماً من الذهب المشغول و300 غرام فضة مرصعة بالألماس. وبلغت قيمة المضبوطات المهربة كما ذكرت مصادر في المديرية العامة للجمارك الأردنية نحو 49 ألف دينار، في حين ترتب عليها غرامات ورسوم جمركية بقيمة 19 ألف دينار وكانت هذه المضبوطات الثمينة في طريقها إلى دول مجاورة للأردن من بينها إسرائيل. 

حتى الذهب السوري صار رخيصاً 
تحتفظ سوريا حسب تقديرات مؤسسة النقد الدولية بـ 25.9 طن من الذهب وتقدر
كمية الذهب الذي تم إخراجه من البلاد سواء بشكل نظامي أم بطرق غير مشروعة بحوالي 30 طناً، وقد لجأت جمعية الصاغة في السنوات الأخيرة التي سبقت الثورة السورية إلى تسعير الذهب بقيمة تقل عن السعر العالمي بحوالي 20 – 30 ليرة للغرام الواحد الأمر الذي شجع على شرائه من سوريا وبيعه في دول الجوار – أي تهريبه – وأشار رئيس جمعية الصاغة "جورج صارجي" في برنامج على إذاعة "شام أف أم" – آنذاك- إلى أن هناك ما يعادل الطن من الذهب يتم تهريبه يومياً من سوريا- ولفظة تهريب تشمل حالتي النظامي والمشروع طبعاً – كما أشار موقع "سيريا ستيبس" وإذا كان هذا الكم الهائل من الذهب عرضة للتهريب في الماضي فما بالك اليوم والبلاد تغلي في مرجل حرب. 

ولعل تهريب الذهب السوري عبر الأردن إلى الضفة الغربية بفلسطين المحتلة واستقراره لاحقاً في أيدي "عبدة الذهب والمال" في إسرائيل لا يمكن أن يتم دون مساعدة من السلطة الفلسطينية التي نعرف أنها "تعد على الطير خفقات أجنحته وعلى النملة دبيبها"، وفي هذا السياق ذكرت تقارير نشرتها الصحف الأردنية مؤخراً عن صلة نجل رئيس السلطة الفلسطينية ياسر محمود عباس بتهريب كميات ضخمة من الذهب من الأردن إلى الضفة الغربية بالتعاون مع اللواء "نضال أبو دخان" قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني –الذي كما ذكرت هذه التقارير يحتفظ بأوراق ضغط حساسة ضد عائلة عباس تتعلق بعمليات تهريب ضخمة للذهب، وذكر ضابط مخابرات فلسطيني وعميد سابق في جهاز المخابرات أن "أبو دخان" و"ياسر عباس" هرّبا وعلى مدى السنوات الماضية أطناناً من الذهب من الأردن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما شكل ضرراً كبيراً على الاقتصادين الأردني والفلسطيني.
باع السوريون "قرشهم الأبيض" في "يومهم الأسود" ولسان حالهم يردد مع المطرب العراقي سعدون جابر"اللي مضيع ذهب بالسوق الذهب يلقاه واللي مضيع محب يمكن سلى وينساه بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه".

ترك تعليق

التعليق