الليرة المعدنية تودع الأسواق السورية ... واللحوم في رمضان خط أحمر

 ودعت الليرة السورية الإسواق وما عادت فئة الألف ليرة سورية ذات مفعول اقتصادي بعد انهيارات متسارعة أمام سلة العملات الأجنبية فيما تبدو الليرة المعدنية أشبه بالخردة في سوق بدا فيه الدولار سيد الموقف وتزامناً مع انتشار الغلاء وارتفاع الأسعار، رفض العديد من تجار المفرّق التعامل بالفراطة أو قبولها من المستهلكين بحجة أنها أصبحت «عملة نادرة» ولم يعد هناك سلعة تساوي ثمنها كما يقولون، حيث إن ثمن البسكويت على الأقل 10 ليرات. فيما يشير سكان من وسط دمشق والريف السوري إلى أن اللحوم الحمراء أيضا باتت خطاً أحمر على موائدهم بفعل الاضطراب الاقتصادي الحاصل وإصرار حكومة النظام على غيها وتلميع صورة اقتصاد أنهكته آلته الحربية. 
وتشير مواقع الكترونية مقربة من النظام السوري نقلاً عن باحثين اقتصاديين إلى أن سبب الحالة الاقتصادية هو لجوء حكومة النظام السوري لرفع الرواتب لتصل إلى مستوى التضخم، وهي تتجه لرفع الدعم عن حوامل الطاقة وبالتالي سيكون هناك زيادات متلاحقة على الأجور والأسعار ما يعني أن السوريين سيعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة للغاية.

وينقل أحد المواقع الالكترونية عن الأستاذ في كلية الاقتصاد رسلان خضور تعليقاً عن فقدان الليرة المعدنية قيمتها الشرائية:"من حيث المبدأ لا يحق لأحد أن يرفض العملة الوطنية وهي إلزامية بحكم القانون، ولكن ثقافة الناس تجعلهم يعتقدون أن الخمس أو العشر باتت قيمتها ضعيفة جداً، ولكن هذه القيمة موجودة والدليل أن ربطة الخبز تباع بـ15 ليرة مثلاً وهناك سلع بقيمة 5 أو 10 ليرات، ومن هنا فالبائع ملزم بقبول قيمتها، لافتاً إلى ان اختفاء الفراطة إشارة إلى ضعف العملة.

وأشار خضور إلى أن ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة هو السبب لتفشي هذه الظاهرة لكن ليس هذا التفشي الذي يفرض منع انتشارها، ولو أن المستقبل القريب قد ينبئ فعلاً بفقدان الفراطة من السوق وانسحابها تلقائياً ما لم تكن هناك حاجة إليها، وبالتالي لن تعود السلطات النقدية لإصدار عملات بقيم متدنية. معتبراً أن زيادة الرواتب من شأنها كذلك أن تساهم بفقدان الفراطة لأنه ستؤدي لزيادة التضخم لكن هذا السبب ليس الوحيد، ولو أنه سينعكس على ارتفاع الأسعار والتكاليف معاً.

وتتحدث تقارير اقتصادية إلى أن الليرة السورية تراجعت بنحو 70% مع وصول الدولار إلى 200 ليرة، ويتحدث متعاملون في السوق عن أن تسعيرة الذهب الصادرة عن جمعية الصاغة والمجوهرات كان لها دور بشرعنة سعر الدولار في السوق السوداء من ناحية، وهي دليل على أن هذا السعر حقيقي من ناحية ثانية، حيث إن الجمعية حددت سعر الذهب عيار 21 بـ7200 ليرة وسعرته على دولار 205 ليرات، علماً أن سعر الذهب هبط بعد ذلك عالمياً من 1240 إلى 1230 دولاراً للأونصة حتى ظهر أمس ثم عاود الذهب انخفاضه التدريجي لأكثر من ذلك، وبالتالي فإن السعر لم ينخفض محلياً إلا بمعدل 100 ليرة فقط.

فيما قالت صحيفة الوطن المقربة أيضا من النظام إن أسعار اللحوم الحمراء تجاوزت حاجز 1500 سورية لكل كيلو واحد، ما حدا بالأسر إلى عدم الشراء مادة اللحمة الحمراء نظراً لارتفاع أسعارها وعدم مقدرة فاتورة معيشتها الغذائية على سداد ما يترتب عليها ثمناً للمادة الأساسية.

ويشير مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة حسين سليمان أن قرار السماح بتصدير العواس السورية يعطي فوائد وعوائد اقتصادية داعمة وبحال وقف قرار تصدير الأغنام فالأسعار لن تتراجع للوراء وذلك بسبب سمسرات التجار وتلاعبهم بالمادة وفرض أسعار مزاجية تمليها عليهم ضمائرهم الغائبة طمعاً وحباً بجمع الليرات السورية على حساب رقاب المواطنين.

مشيراً إلى أن ما تم تصديره حتى تاريخ 21-6 من الشهر الحالي من الأغنام تجاوز 107 آلاف رأس، ورأى أن الطاقة المسموح بها لنا للتصدير هي الوصول إلى 200 رأس وعند الوصول إليه سنتوقف عن التصدير.
وفيما يخص اللحوم البيضاء فقد طالها الارتفاع الكبير أيضاً متجاوزة الحدود التي لا تطاق ولا تسمح أي فاتورة بالسداد لقيمها العالية.

ترك تعليق

التعليق