ضابط منشق: تركونا بأقسى الظروف ولا أحد يسأل عن أسرنا في الأردن

يكرر أبو أحمد ابن مدينة الجيزة كأحد أغنى مدن درعا كلماته بمرارة يومية "خذلونا" في إشارة تزداد حدتها ونبرتها على ألسنة اللاجئين عموما سيما ممن ضاقت بهم سبل العيش في ثنايا المدن الأردنية حيث اللجوء القسري.

ويشير الكثير من الأحاديث اليومية بين أبناء المحافظة إلى أسئلة المرارة بغياب "الهوامير" ممن عهدوهم بأيام النظام السابق يتسابقون إلى المشاريع العمرانية وتقديم فروض الطاعة للقيادات الأمنية في المحافظة والعاصمة وتوزيع الهدايا والرشى على المسؤولين. يقول الكثير من الأسر التي أصابتها فاقة الحاجة والفقر ودمرت منازلها:أين هم لماذا يختبؤون وسط صمت ومبادرات هنا وهناك، إنهم قادرون على إنشاء مشاريع وحماية أعراض أسر وإن كبر عددها وحجمها.

وترمي السيدة أم سامر من مدينة الشيخ مسكين باتهامات تقترب لحد خيانتهم للثورة رافضة أية مبررات بلعبهم لأدوار أخرى تتمثل بدعم الجيش السوري الحر أو دعم منظمات تعمل على رعاية الجرحى لتجيب بالنفي أبدا، "أنا أسأل عنهم أقاربي في الكويت والإمارات وآخرين يتحدثون عن أمثالهم في فرنسا وأمريكا واسبانيا وغيرها من العواصم" وتسال أيضاً "كيف بدك صدق أنهم بيساعدوا وكل يلي صار بالزعتري ما حرك ضمائرهم ... يا حيف عاأولاد البلد" تنهي وبعض من الدمع في عيون أطفالها في الخيمة الحارّة. 

*حكايا الخيام
وبازدياد أعداد الواصلين يوميا إلى مخيمات اللجوء تسمع مزيدا من الانتقاد لهوامير المال أو المعارضة السياسة على حد سواء، إذ تثير مشاهد المعاناة اليومية مساحات أكثر من النقد الذي سرعان ما ينقلب إلى تشهير بالأسماء والأرقام والصفات وتصبح حكايا الخيام جزءاً من يومياتها.

وفي محاولة من "اقتصاد" للوقوف عند بعض الحقائق يقول الباحث ابراهيم الفلاح المقيم في المملكة العربية السعودية "بعض ما يقوله الناس صحيح ثمة أسماء مالية كبيرة كنا ننتظر دورها وعندما نلتقي بها تسارع للقول نتبرع ونساعد بطرقنا الخاصة وتنهي الحديث فتزيد الشكوك في نفوس مستمعيها وينتقل الحديث أيضا إلى المدن المحاصرة والمقهورة والصامدة وصولا للمخيمات.

ويضيف الباحث أن ثمة أبناء بلد يجتمعون في كل عاصمة ومدينة يتواجدون بها يوفرون من رواتبهم المحدودة لدعم خيمة أو جبر خاطر أسرة هذا موقف ملزم أخلاقياً لكل حر أينما كان ومن كان".

فيما يرى بعض النشطاء أن الأزمة السورية تجاوزت الجميع بما فيها دول داعمة فدخول الثورة لعامها الثالث وازدياد نسبة اللاجئين بشكل يومي وزيادة آلة القتل وتوحش النظام السوري أكثر وضع احتياجات غير مسبوقة لجهة دعم الجرحى والأسر والجيش الحر والعائلة المقربة من الداعم، وصولا لدعم بعض الأصدقاء وهم كثر، إضافة لارتفاع سعر صرف الدولار أمام تدهور قيمة الليرة السورية.

*الداخل أرحم
ويرى النشطاء أن غالبية المناطق السورية بحاجة لداعمين بشكل يومي، مستهجنين "هل يعقل أن يحتاج السوري إلى الطحين والخبز، هذا ما أراده النظام وحلفاؤه" 

بعض الغلاء الذي طال جميع احتياجات الناس في الأردن دفع عددا كبيرا إلى المغادرة والعودة إلى قراهم ومدنهم رغم ضيق الظروف التي تحيط بالجميع لكنهم يرون أن الداخل أرحم، على الأقل يمكن أن يتقاسم الناس لقمة الخبز.

فيما يشير كثيرون إلى إن مدن حوران أرض الخير لا تنقطع منها البركة والرحمة والود بين الناس، وهو ما يغطي كثيرا من النقص الذي يواجهونه هنا في مدن الأردن، إذ يشير بعض الأرقام الإحصائية إلى أنه غادر الأردن أكثر من 68 ألف سوري إلى بلدهم. 

العسكر أيضا حضروا بملف اللجوء والدعم وأثاروا غياب أدوار هوامير المال والائتلاف على حد سواء واكتفى سالم موسى -ضابط منشق-بالإشارة إلى أنه كان يتلقى سابقا بعض الدعم مع زملائه من خلال ممثل لأحد رجال الأعمال من درعا، لكنه سرعان ما نضب ماله ولم نعد نسمع شيئا، فقد تركونا بأقسى الظروف ومثلهم بعض قوى الائتلاف حيث لا أحد يسأل عن حالنا وأسرنا التي تركناها في الأردن.

ويروج كثير من النشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي الكثير من الفساد المالي الذي يحاط بجمعيات أو مؤسسات صغيرة تنطحت للثورة بحسب بعض الصفحات التي تخصصت للحديث عن فساد هنا وآخر هناك، وهو ما اعتبره البقية أحد موانع "هوامير المال" من الدخول في الدعم وإن كان غير مبرر.

ترك تعليق

التعليق