تدخل المركزي في سعر الصرف رسم سقفاً جديداً للدولار لا رجوع عنه

انخفض سعر صرف الدولار الأربعاء حيث بلغ في دمشق 265 بيع و275 شراء، وانسحب الأمر على باقي المحافظات السورية، بينما تم تسعير الذهب على دولار 284، مع بلوغ غرام الذهب عيار 21 سعرا قياسيا لأول مرة، حيث وصل إلى 10 آلاف ليرة.

وأتى الانخفاض بعد حديثٍ عن تدخل مصرف سوريا المركزي بضخ ما يقارب 50 مليون يورو في السوق وبعد اجتماع بين حاكم المصرف أديب ميالة وشركات الصرافة العاملة في سوريا، في حين نشرت وسائل الإعلام المقربة من النظام، معلومات عن إجراءاتٍ جديدة تتمثل بإعداد قائمة سلبية للمستوردات، لتخفيف الضغط على طلب الدولار للأغراض التجارية، إلى جانب استمرار التلميح لإمكانية استصدار قرارٍ على غرار القانون رقم 24 الصادر عام 1986 الذي منع تداول الدولار.

ورغم انخفاض الدولار بما يزيد عن 35 ليرة في الأسواق السورية، إلا أن المراقبين يؤكدون أن هذا الانخفاض مؤقت، ولا يعني إلا تثبيت سعر الصرف على رقم 260، والانطلاق منه إلى أرقامٍ جديدة، وفق ما يشير أحد الخبراء الماليين الذي فضل عدم ذكر اسمه.

ونوه الخبير بأن اللعبة باتت مكشوفة، فدائماً يشهد الدولار قفزة إلى رقم معين ومن ثم يتدخل المركزي ويزيحه بقدر معين ومن ثم يعاود الارتفاع، هذا ما حدث عند ارتفاعه إلى 70 ثم 80 وبعدها إلى 100 ليرة.

ومن المنتظر أن ينعكس سعر الصرف الجديد على أسعار الذهب التي تم تسعيرها صباح الأربعاء على دولار الـ 284 ليرة، وسط امتناع العديد من الصاغة عن بيع الذهب المشغول بسبب ارتفاع أسعاره.

وما يزال سعر الدولار يترك آثاره الثقيلة على أسعار السلع في الأسواق السورية، حيث بدأت العديد من المحلات التجارية بتغيير أسعار بضائعها الموجودة لديها بما يتماشى مع سعر الدولار الجديد، وبهوامش عالية نوعا ما، خوفا من ارتفاع مفاجئ للدولار.

وكما هي العادة، فلم يكن انخفاض سعر الدولار لينسحب انخفاضا على أسعار السلع، فكل ما تم تسعيره على دولار 310 ليرات، بقي محافظاً على سعره دون انخفاض، فقد ارتفع سعر الطحين مثلا، بنسبة تجاوزت 40 %، ليصبح 150 ليرة، علما أن سعره العالمي هو 85 ليرة على دولار 300 ليرة، الأمر الذي سينعكس تلقائيا على أسعار الخبز السياحي والكعك والمعكرونة.

ترك تعليق

التعليق