"تجمع المهندسين الأحرار" يرصد حال الكهرباء في حلب، ويقترح حلولا للخروج من أزمتها

رصد "تجمع المهندسين الأحرار في حلب" واقع الكهرباء في محافظة حلب، معددا المشاكل التي تعترض هذا القطاع الحيوي، ومقترحا جملة من الحلول للخروج من أزمة الكهرباء.
وقدم التجمع عرضا أنجزه كل من المهندس الكهربائي مهند الحريتاني، والدكتور المهندس أبو علي الحسيني.
وهذا نصه:
مقدمة: شهد بلدنا الحبيب عمليات عسكرية منذ أكثر من عامين، وكان لمحافظة حلب القسط الأكبر من هذه العمليات، وذلك نظراً لمساحتها الشاسعة و لانتفاض الكثير من مدنها في وجه الظلم منذ أول يوم لاندلاع الثورة السورية المباركة, وقد أدت هذه العمليات العسكرية إلى حدوث تدمير وخراب واسع طال المنشآت العامة والخاصة والبنى التحتية, علما أن البنية التحتية في محافظة حلب من قبل حدوث الثورة كانت بحالة سيئة, و ازداد الأمر سوءا بعد حدوث العمليات العسكرية وخصوصا في أحياء مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر .

الواقع الحالي للكهرباء في محافظة حلب، وأسباب العجز الكهربائي:
تعاني محافظة حلب بالكامل وريفها من أزمة خانقة في الكهرباء انعكست على أغلب قطاعات الحياة الخدمية كمحطات ضخ المياه والاتصالات و الإنتاجية، حيث تعطلت الصناعة بشكل شبه كامل,و ذلك بسبب عدم إمكانية التغذية لأكثر من 8 ساعات في اليوم في أحسن الأحوال, بالإضافة الى عدم و ثوقية التغذية حيث تخضع الشبكة الكهربائية العامة إلى انقطاعات متكررة ناتجة عن فقدان منظومة الاتصالات بين منابع التوليد ومحطات التحويل المرتبطة معها من جهة، و بين محطات التحويل المرتبطة بمنابع التوليد ومحطات التحويل الفرعية من جهة أخرى؛ حيث يجب أن يكون هناك تنسيق دائم ومستمر وعلى مدار الساعة بين تلك المنشآت, و هذا كله ينعكس سلباً على أغلب القطاعات الصناعية، فأغلب الصناعات حساسة تجاه الانقطاع المفاجئ في التغذية الكهربائية، هذا بالإضافة إلى نقص كمية الكهرباء المولدة من المحطة الحرارية وسدي تشرين و الفرات، فجميع هذه المنشآت لا تنتج إلا حوالي 20% إلى 30% من حاجة محافظة حلب, و هذا مرتبط بالنسبة للمحطة الحرارية بكمية الغاز الواصلة لها، وبالنسبة لسدي تشرين والفرات بكمية الماء الواردة من تركيا.
وما يزيد الأمر تعقيدا، انقطاع خطوط التوتر العالي الواصلة بين محافظة حلب والمحافظات الأخرى كحماة و إدلب والرقة وكذلك مسكنة؛ جراء العمليات العسكرية وتضرر قسم من محطات التحويل بشكل كبير أدى إلى أوضاع سيئة في بعض المناطق مثل: السكري والصالحين وجسر الحج و الجزماتي.. إلخ، وهي مناطق قد لا تشهد عودة الكهرباء لفترة طويلة ربما تصل لعدة أشهر؛ وذلك بسبب خروج محطة الشيخ سعيد وجسر الحج من الخدمة.
هذا بالنسبة للمشكلات الرئيسة، أما المشاكل الأخرى التي تعاني منها محافظة حلب، فنذكر بعضا منها:
1) نقص أو عدم وجود مواد للصيانة، مثل الكابلات و الأمراس والقواطع ومراكز التحويل20/0,4 ولوحات التوزيع.
2) عدم توفر الآليات اللازمة للصيانة، من روافع وسيارات وغيرها.
3) عدم وجود منظومة اتصالات بين محطات تحويل وتوليد الكهرباء علما أن الكادر الفني لتجمع المهندسين الأحرار في حلب قد تقدم بدراسة مشروع تأمين منظومة اتصالات لمحطات توليد وتحويل الطاقة الكهربائية في محافظة حلب, وكلفة هذا المشروع هي بحدود 19800 دولار , وتشمل تركيب 11 جهاز انترنت فضائي في 11 محطة، و إلى الآن لم يمول هذا المشروع لا من مجلس محافظة حلب الحرة، ولا من غيره.
4) استغلال شبكات التوزيع المتوسط والمنخفض من بعض ضعاف النفوس، و وصل التغذية لمنطقة على حساب منطقة أخرى دون رقابة ودون محاسبة، في ظل الفوضى التي تعيش فيها البلاد.
5) ضعف الموارد المالية المتاحة للجهات العاملة في مجال دراسات وإصلاح شبكات الكهرباء.

أهم الجهات المعنية بموضوع الكهرباء في محافظة حلب:
1- المجلس المحلي لمحافظة حلب الحرة: وتحديدا مكتب الإدارة المحلية ومكتب المشاريع ومديرية إعادة إعمار محافظة حلب ومكتب الكهرباء، بوصفه جهة تتلقى المبالغ المالية من الائتلاف ومن الجهات الأخرى.
2- تجمع المهندسين الأحرار في حلب: و تحديدا مكتب الكهرباء الذي يضم فريقا استشاريا في مجال الكهرباء، ولم يتلق هذا المكتب أي دعم من مجلس محافظة حلب الحرة أو مجلس مدينة حلب الحرة أو من أي جهة تابعة للائتلاف أو المعارضة، و الحمد لله! ويتعاون هذا التجمع مع كافة الهيئات والجهات في سبيل تأمين الكهرباء للمواطنين.
ومن الدراسات الهامة التي قام بها مكتب الكهرباء التابع لتجمع المهندسين الأحرار في حلب، ما يلي:
1- مشروع تأمين منظومة اتصالات لمحطات الطاقة الكهربائية في محافظة حلب.
2- مشروع حماية محطات توليد وتحويل الطاقة الكهربائية في محافظة حلب.
3- مشروع تأمين الطاقة الكهربائية لمحطة ضخ مياه الأحياء الشرقية من مدينة حلب (مركز باب النيرب).
4- تقييم ومسح الأضرار الكهربائية وتقدير الاحتياجات الكهربائية الملحة في كل من المدن والبلدات الآتية: حريتان، عندان، حيان، دارة عزة، معارة الأرتيق، كفر حمرة، قبتان الجبل، رتيان، اعزاز، بيانون، تل رفعت، دير جمال، مارع.
5- تقييم ومسح الأضرار الكهربائية وتقدير الاحتياجات الكهربائية الملحة في كل من الأحياء الآتية: مساكن هنانو، السكري، القاطرجي، الفردوس، الصالحين، بعيدين.
6- دراسة الحالة الفنية واقتراح الحلول الهندسية الخاصة لإعادة تأهيل وضمان استمرار عمل محطات تحويل وتوليد الكهرباء، وشملت المرحلة الأولى دراسة المحطات الآتية: محطة الشيخ سعيد، محطة جسر الحج، محطة حلب القديمة، محطة حلب "ف"، محطة حلب "ن"، محطة هنانو.
وأما بالنسبة للعمل الميداني فيوجد عمل وتنسيق مشترك مع كل من المجلس المحلي لمحافظة حلب الحرة و الإدارة الإسلامية للخدمات العامة، وتحديدا إدارة الكهرباء.
الإدارة الإسلامية للخدمات العامة: وهي من الجهات المعنية بموضوع الكهرباء في محافظة حلب، وتشكلت هذه الإدارة حديثا، ومقرها في حي الصالحين بمدينة حلب, وهناك تنسيق ممتاز بينها وبين تجمع المهندسين الأحرار في حلب.
كما تعد الهيئة الهندسية لإعادة إعمار سوريا من الجهات المقبولة الجيدة، التي تعمل مجال الكهرباء.
بالإضافة إلى بعض المبادرات الخيرية كمبادرة أهالي حلب، التي تنشط في العمل ضمن قطاع الكهرباء.
وفي هذا الصدد لا ننسى المهندس عبد القادر الحمد، ابن حلب البار -شفاه الله و عافاه- الذي تعرض للقنص، بينما كان متجها للعمل على إصلاح محطة التوليد الرئيسة.
ولقد عددنا أهم الجهات المنظمة ذات العمل المؤسساتي، و ليس جميعها، فمحافظة حلب كبيرة جدا, و يوجد في الكثير من أنحاء محافظة حلب ممن يعملون في الظل أو بشكل سري، بارك الله بهم جميعا، طالبا العذر من أي جهة اغلفت ذكرها عن غير قصد في هذا العرض الموجز.
المقترحات والتوصيات والنتائج:
1) تخصيص مبلغ مالي وبشكل عاجل لا يقل عن مليون دولار لإصلاح شبكات الكهرباء في محافظة حلب, علما أننا نحتاج في محافظة حلب إلى مبلغ لا يقل عن 5 مليون دولار كحد أدنى لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء في المحافظة بشكل مقبول.
2) استمرار التعاون والعمل والتنسيق بين جميع الجهات المدنية والعسكرية في المحافظة، ومع المجالس العسكرية والمدنية في المحافظات الأخرى, و وضع آلية معينة بإشراف كادر فني متخصص لمتابعة منابع الغاز الموجودة في المنطقة الشرقية؛ لزيادة الكمية الموردة للمحطة الحرارية.
3) إنشاء الهيئة العامة الحرة للكهرباء في محافظة حلب، لتنضوي تحتها كافة الجهات العاملة في مجال الكهرباء في محافظة حلب الحرة, وذلك بشكل مؤقت ريثما يتم تحرير كافة أنحاء مدينة حلب ويتم استرداد المؤسسة العامة للكهرباء من براثن النظام.
4) وضع آلية مدروسة و بإشراف كادر فني وهندسي متخصص للتشغيل والإشراف على عمل محطات التحويل المرتبطة بمنابع التوليد ومحطات التحويل الفرعية، والعمل على إعادة تأهيل وتشغيل المحطات التي هي خارج الخدمة.
5) وضع آلية مدروسة وبإشراف كادر فني وهندسي متخصص للتشغيل والإشراف على شبكات التوتر المتوسط والمنخفض، ومراقبتها ومحاسبة المسيء والمستغل للحالة التي تمر بها البلاد.
6) العمل و بالتعاون مع مجالس الأحياء والمجالس المحلية لإطلاق حملات توعية للحد من الاستهلاك الجائر و غير المدروس للكهرباء, و العمل على إزالة جميع التعديات على الشبكة العامة، ومراقبة الأحمال.. فنفس كمية الكهرباء يمكن أن تخدم ضعف عدد ساعات الخدمة إذا تم استثمارها بالشكل الأمثل.
7) تحييد قطاع الكهرباء عن جميع الصراعات السياسية والعسكرية الموجودة على الأرض، ووضعه بالكامل تحت إشراف جهة مهنية متخصصة تديره بالشكل الأمثل.
8) تأمين دعم مادي مباشر من الإئتلاف أو أي جهات أخرى لتجمع المهندسين الأحرار في حلب، ولغيره من الجهات العاملة في موضوع الكهرباء في المحافظة.

ترك تعليق

التعليق