إيكونوميست تبشر بـ"ربيع تقني عربي"، ينتظر التمويل وتخفيف القيود الحكومية

نوهت صحيفة "إيكونوميست" بـ"ربيع عربي" من نوع آخر، ينتظر الشركات التقنية الناشئة التي يؤسسها مبادرون عرب في مختلف دول المنطقة، والتي تتمتع بميزة تحميها من عمالقة الإنترنت الأجانب، وهي الجانب اللغوي والثقافي.
ولفتت الصحيفة إلى جيل جديد من المبادرين في مدن مثل عمان ودبي وبيروت والرياض، ممن استفادوا من تزايد انتشار الإنترنت والهواتف الجوالة الذكية، وباتوا يسطرون مثالا على كيفية معالجة مشكلة البطالة في الدول العربية، حيث تقدر نسبة العاطلين عن العمل في فئة الشباب بحوالي 25%، للفئة العمرية بين 15 و42 عاما.
وفي مقال ركز على تجربة الأردن في هذا الصدد، رأت الصحيفة أن افتقار الأردن لثروات نفطية، يعوضه نظام التعليم المتطور وعدد كبير من الخريجين، مشيرة إلى أن أولى شركات تقنية المعلومات الناشئة تأسست في سبعينيات القرن الماضي.
ويجذب منتدى ينعقد كل أول يوم ثلاثاء شهريا، مئات المبادرين والمهتمين لمناقشة قضايا التقنية والأعمال مثل أساليب التعافي بعد الفشل، وتؤمن شركة ناشئة اسمها "ومضة" دفقا معلوماتيا ثابتا على الإنترنت حول أخبار وقضايا المبادرين، كما تنظم ندوات ولقاءات لهم على الأرض.
وتؤكد الصحيفة أن تأسيس شركة أصبح أمرا ممكنا، لكن تحويلها إلى شركة ناجحة على مستوى واسع، يبقى أمرا محفوفا بالمصاعب، إذ إن الممولين يفضلون الاستثمار الآمن في العقارات والمصانع، بدلا من شركات ناشئة عالية المخاطر بحسب حبيب حداد الرئيس التنفيذي لشركة "ومضة".
ويشير مستثمر أمريكي يعمل في دبي إلى أن رأس المال المغامر، هو أمر لا يستوعبه الكثيرون هنا، بل يسأل معظمهم: "هل تقصد أننا قد نخسر كل نقودنا؟".
وبمجرد عثور الشركات الناشئة على تمويل ببضعة مئات الآلاف من الدولارات المطلوبة للتوسع، سيكون على هذه الشركات التعامل مع العقبة التالية وهي تشتت دول المنطقة العربية، فكل بلد لديه ثقافة وقوانين مختلفة نوعا ما.
وعلى شركات التجارة الإلكترونية التعامل مع رسوم عالية، وإجراءات بيروقراطية طويلة على الحدود، فضلا عن سوء البنية التحتية. وغالبا ما يتم الشحن جوا للبضائع؛ نظرا لعدم إمكانية نقلها برا.
وتلجأ الشركات في الأردن للتفكير على مستوى دولي من اليوم الأول لتأسيسها، حيث تقوم شركات عديدة بنقل عمليات المبيعات والتسويق إلى المناطق الحرة في دبي (والتي تقدم إعفاءات ضريبية وتسهيلات قانونية). ومن هناك يسهل توظيف أصحاب المواهب الأجانب ودخول السوق السعودية وهي أهم سوق في المنطقة.
فالسعودية تمتلك سيولة نقدية وقوة شرائية عالية، إلى جانب عدد السكان البالغ نحو 28 مليون نسمة مع اتصالات إنترنت سريعة، كما إن متوسط مشاهدة السعوديين للفيديو على الإنترنت تعادل 3 أضعاف ما يشاهده الأمريكي.
و في مناسبة أقامتها "ومضة" مؤخرا، تبادل المشاركون النصائح حول دخول السوق السعودية عبر المناطق الحرة في دبي واختيار المنطقة الحرة الأرخص، وكيفية تأسيس شركة في السعودية.
وبحسب الصحيفة فإن نجاح الشركات الناشئة يستدعي تطبيق إجراءات كثيرة، كي لا ينقلب ربيع الشركات العربية الناشئة كحال دول الربيع العربي، وهنا يبدو معرقلا فرض قوانين مقيدة للإعلام كما تم مؤخراً في الأردن، حيث اشترطت الإجراءات الجديدة ضرورة تسجيل المواقع الإخبارية رخصتها لدى الحكومة، التي قامت بحجب أكثر من 300 موقع إنترنت، لم تتمكن من التسجيل.
ورغم أن شركات التقنية الناشئة لا تكفي لحل مشكلة البطالة عبر توليد وظائف كافية، لكن توفير البيئة الودودة للشركات التقنية الناشئة، سيؤمن مثالا يحتذى به في القطاعات الأخرى، خصوصا إذا ما قامت الحكومات بتخفيف القيود.

ترك تعليق

التعليق