نزوحاً وجوعاً وحصاراً ... وبأي حالٍ عدت ياعيد

يمضي السوريون عيد الفطر هذا العام إما نزوحاً أو تحت الحصار، في الوقت الذي تحاول المجموعات العاملة في الشأن الإغاثي تأمين احتياجات العيد ولو بالحد الأدنى، سواء في المناطق المحررة حيث يستمر القصف والحصار الخانق على الريف الدمشقي، أو في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة النظام. 

للأطفال الحصة الأهم
"بسوريا مافي عيد" جملة قالتها ريما فتاة الأعوام الستة، في أحد مراكز الإيواء داخل دمشق، وهي تنتظر استلام وجبة الغداء، ورغم ابتسامتها وثيابها الجديدة، لكنها تعتبر أيام العيد مثلها مثل باقي الأيام التي تمر عليها وأسرتها في مراكز اللجوء، وتخبرنا "ريما" أن الخالة "سمر" هي التي اشترت لها ثياب العيد.
سمر وهي إحدى متطوعات الإغاثة، حاولت زرع الابتسامة على وجوه الأطفال النازحين، تقول: "خصصنا مبلغاً من التبرعات لتوزيع الحلويات، وبعض الثياب للأطفال في مركز الإيواء، ورغم صعوبة تأمين المبلغ اللازم لتغطية هذا الجانب، إلا أننا كنا مصرّين على ذلك، لإدراكنا أهمية تقديم الدعم النفسي للأطفال، ومساعدتهم على الفرح في العيد، رغم الظروف القاسية التي يعيشونها، لكننا لم نستطع تأمين الألعاب للأطفال، وحاولنا تجاوز ذلك بالقيام ببعض الأنشطة الترفيهية مثل الرسم".

وفي مراكز اللجوء ضمن المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، يعمل المتطوعون، على تقديم وجباتٍ غذائية مختلفة في أيام العيد، كنوعٍ من أنواع التغيير، حيث تقول أم محمد إحدى اللاجئات: "يحاول العاملون هنا، إضفاء جو من البهجة على أيام العيد، لكننا فعلياً لا نستطيع أن نعيشه ونحن بعيدين عن بيوتنا، وأهلنا، الذين استشهد واعتقل منهم الكثيرون".

لا معيل ولا مساعدات
وبينما يستطيع المتطوعون تأمين الغذاء للعائلات القاطنة في مراكز اللجوء، هناك مئات العائلات لا يُقدم لها أي مساعدات باستثناء السلل الغذائية المقدمة من قبل الهلال الأحمر كل أربعة أشهر، والتي لا تكفي العائلة لشهر واحد على الأكثر، كما تقول أم محمود "نازحة من حي جوبر": "أقطن مع ابنتي وزوجة ابني وأطفالها الأربعة، كنا نعمل في الخياطة قبل أن نخرج من بيتنا، لكننا اليوم لا نجد أي عمل، ونعيش مما كنت أملكه من صيغة، فالأسعار مرتفعة جداً، ولا نستطيع انتظار مساعدات الهلال الأحمر، ونحاول إيجاد أي عمل يحمينا من ذل الحاجة".

لا عيد مع الجوع والحصار
والحال في المناطق المحررة من الريف الدمشقي يبدو أشد وطأةً، فالحصار الخانق، خلق أوضاعاً إنسانية ومعيشية صعبة، حتى في أيام عيد الفطر، لا سيما مع استمرار انقطاع الماء الصالحة للشرب، وكذلك انقطاع التيار الكهربائي، وعدم توافر الطحين، إلى جانب استمرار القصف المدفعي، علاوةً عن الطيران، وقذائف الهاون، وفق ما يشير أبو عبد الله أحد الناشطين في ريف دمشق، لافتا إلى الحالة الطبية والنقص الشديد الذي يعانيه الريف في المواد الإسعافية والطبية.

ترك تعليق

التعليق