مسؤولو البيت الأبيض يتهربّون من الإقرار بتكاليف الضربة العسكرية المزمعة

يبدو أن المسؤولين الأمريكيين يحاولون التهرب من الإقرار بالتكلفة المادية المرتقبة للعمل العسكري المحتمل ضد نظام الأسد، ويبدو أن هذا العامل قد يؤثر سلباً على تصويت المشرّعين الأمريكيين لصالح قرار الضربة يوم الاثنين القادم.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن الشارع الأمريكي قد يزداد استياءً من الضربات العسكرية المزمعة ضد الأسد، والتي يُبدي غالبية الأمريكيين رفضهم لها، خاصةً إذا كانت ستكلّف الميزانية الأمريكية، وبالتالي دافع الضرائب الأمريكي، مبالغ باهظة.

وقد أبلغ وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أعضاء الكونغرس أن ضربة عسكرية محدودة لردع سوريا عن استخدام الأسلحة الكيميائية، ستكلّف على الأرجح عشرات الملايين من الدولارات، لكن بالاسترشاد بالتجارب السابقة قد يزيد الرقم كثيراً عن ذلك، حسب تقرير لصحيفة "النهار" اللبنانية.

ورغم صدور تسريبات عن أن دولاً عربيةً خليجيةً ستتكفل بالتكلفة المادية للعمل العسكري الأمريكي المرتقب، إلا أن هذه المعطيات لم تحظَ بعد بأية تأكيدات من مصادر مسؤولة غربية أو عربية.

وحسب سيناريو نشرته "النهار" اللبنانية، من المألوف أن تبدأ القوات الأميركية هجوماً بإطلاق العشرات من صواريخ "توماهوك" والتي يكلّف الواحد منها نحو مليون دولار وتسقط قنابل من طائرات بي-2 التي لا ترصدها أجهزة الرادار والتي تطير 18 ساعة في رحلة الذهاب أو الإياب من وإلى قواعدها بتكلفة 60 ألف دولار في الساعة.

وقال تود هاريسون محلل ميزانية الدفاع في مركز التقويمات الاستراتيجية والميزانية: "اندهشت عندما سمعت هاغل يقول أن الكلفة هي عشرات الملايين من الدولارات. إنه تقليل متعمد من حجم التكلفة."

وكانت "اقتصاد" قد نشرت تقريراً يقدّم تصوراً لتكلفة الحرب على نظام الأسد، باعتبار أنها ستتم على شكل ضربات عسكرية مشابهة لنموذج "ثعلب الصحراء" على العراق عام 1998، لتدوم بين 24 إلى 48 ساعة، تستخدم فيها صواريخ كروز بصورة اساسية، بتكلفة أولية تتراوح بين 180 إلى 300 مليون دولار أمريكي.

لكن معظم التحليلات الآن ترجّح أن تتعدى الضربات المزمعة السيناريو المذكور آنفاً، وأنها قد تتسع لتكون حرباً مدمرة لقدرات النظام ومرجّحةً للمعارضة، في حال فشلت مساعي التسوية الجارية حالياً وراء الكواليس، حسب تقارير إعلامية متقاطعة.