معتقلو "أبوقير" في مصر: حالات إقياء وتسمم غذائي بين النساء والأطفال في الزنزانة

في رسالة جديدة وصلت إلى "اقتصاد" عبر وسيط، من جانب المسجونين السوريين والفلسطينيين السوريين في أحد سجون "أبوقير" بالإسكندرية في مصر، يؤكد هؤلاء أنهم يتعرضون لمعاملة سيئة من جانب السلطات الرسمية المصرية، ناهيك عن ظهور حالات من المرض والتسمم الغذائي بين النساء والأطفال.

وكان حرس الحدود المصري قد ألقى القبض على عشرات الرجال والنساء والأطفال، ممن يحملون الجنسية السورية، ومن الفلسطينيين السوريين، أثناء محاولتهم للهجرة غير الشرعية انطلاقاً من ساحل مصر الشمالي باتجاه شواطئ جنوب أوروبا، لكن المهربين الذين اتفقوا معهم ودفعوا لهم، قاموا بإبلاغ السلطات الرسمية المصرية، بصورة غير مباشرة؛ ما أدى إلى إلقاء القبض عليهم، واحتجازهم في غرفة ضيقة لا تتناسب مع أعدادهم، إلى جانب تلقيهم معاملة سيئة للغاية، من جانب الجنود المصريين، حسب الرسالة السابقة التي نشرتها "اقتصاد" نقلاً عن أحد المسجونين هناك.

وتعليقاً على نفي الحكومة المصرية لأي أخبار عن سوء معاملة أو محاولات ترحيل إجباري للسوريين، عبر عدد من وسائل الإعلام، أرسل وسيط لـ "اقتصاد" رسالة جديدة من أحد المسجونين في قسم شرطة ثاني المنتزه في منطقة أبو قير بالإسكندرية، هذا نصها:

"نظراً للمعاملة السيئة التي نلقاها في قسم تاني منتزه بمنطقة أبو قير بدأت بعض حالات الأمراض بالظهور مثل حالات الإقياء وبداية حالات تسمم غذائي لدى النساء وحالات الإسهال لدى الأطفال والنساء وبعض الأمراض الجلدية نتيجة لانعدام النظافة وللعدد الكبير الموجود في الزنزانة. هذه هي المعاملة التي يلقاها السوريون في السجن بالإضافة للتهديد بالترحيل إلى سوريا، وقد نفى متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية هذا الكلام في قناة العربية بشأن سياسة الترحيل، وأكد أن السوريين يلقون كل معاملة حسنة، ونتمنى من هنا ونناشد جمييع المنظمات والشخصيات والإعلاميين والحكومات المهتمة بحقوق الإنسان والأطفال وحقوق اللاجئين مساعدتنا على توصيل رسالتنا ووضعنا ومعاناتنا، فنحن طلاب حق، وطالب الحق لا يخيب".

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت أمس أن أكثر من 800 سوري بينهم أطفال، قد أوقفوا في مصر منذ آب/اغسطس الماضي، بينما كانوا يحاولون مغادرة البلاد بصورة غير قانونية.

من جهة أخرى، أبعدت مصر منذ آب/ أغسطس، 144 سورياً منهم 44 طفلاً إلى بلدان أخرى في المنطقة، حسب المفوضية.

ونفت السلطات المصرية الخميس أن تكون أساءت معاملة اللاجئين السوريين، وذلك بعد بيان أصدرته منظمة العفو الدولية اتهمت فيه القاهرة بتوقيف وإبعاد مئات اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم بطريقة غير مشروعة.

وتقدر السلطات المصرية الرسمية أعداد السوريين المقيمن في مصر بحوالي 300 ألف، بينما تذهب تقديرات غير رسمية إلى أكثر من مليون سوري مقيم في الأراضي المصرية.