رسالة سجين لأهله:السل ينتشر في سجن حلب والموت من الجوع بالجملة

نأكل باليوم  رغيف خبز و وعشر ملاعق رز وكاسة ماء فقط

نشر المحامي علاء السيد بوست مطوّل في صفحته على الفيس بوك، عرض فيه مقتطفات من رسالة سجين في سجن حلب المركزي لأهله، يوضّح فيها السجين الظروف المأساوية التي يعيشها في السجن، وما يتهدد المساجين من مخاطر الموت بسبب الجوع أو القصف أو الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة.

ويعقّب علاء السيد بعد عرض مقتطفات الرسالة بتفاصيل حول الوضع الإنساني بالسجن، ومحاولات إيجاد تسوية تنهي مأساة المساجين فيه، مطالباً بالاستفادة من هذا البوست بصورة إنسانية دون المتاجرة السياسية بدماء ومأساة المسجونين في سجن حلب المركزي.

وفيما يلي المقتطفات المنشورة في رسالة السجين لأهله:

"- أيامي صارت معدودة و أموت بالسجن ، لا ضوء لا بالليل و لا بالنهار و حالات مرض بالجملة عافانا الله و اكثر حالة السل و حالات الوفيات يومياً كمان حالات وفيات من الجوع .

- مناكل كل يوم المغرب رغيف خبز و عشر ملاعق رز مع كاسة مي لثاني يوم المغرب و معانات و آلام و جوع و بتمر علينا أيام نضل ثلاث أيام بدون أكل و الناس عبتموت بالسجن بالجملة هاي من ناحية المرض و الجوع و انقطاع الدوا نهائيا .

- الهلال الاحمر يجي يوم او يومين بالاسبوع و يجيب معو أكل و رضينا بهالرغيف و العشر ملاعق رز بس ياريت يجي كل يوم و الباقي نعيش على قدرة الله عز و جل .

- يا خاي لا اعلم ما سيكون مصيري و لكن حتما الموت على يد اما الجوع الكافر او بالقصف او بالمرض الذي يعصر احشائي ، شوفولكم طريقة طالعوني فيها من السجن و خلصوني من هالعزاب .

- يا لطيف صار مات شي 300 سجين من اصل 4000 و الاموات ما عبخلوهم يطالعوهم كل اللي ماتو دفنو ضمن الباحة الشرقية للسجن بشكل جماعي و الاعداد عبتزيد كل اسبوع ، كل اللي عبيطلع من السجن عميخلص من موت محتوم .

- شوفولكم طريقة خلصوني بسرعة اليوم قبل بكرى ، يا اهلي انا بالسجن مصيري الموت ازا خليتوني اكتر من هيك و الله العظيم ما بيطلع من السجن الا طويل العمر .

- نحنا عايشين على قدرة الله سمعو شلون عايشين هلق بالليل قصف فوق رؤوسنا للصبح و ما يصبح علينا الصبح الا و يكون بالسجن قتلى و مصابين .
- يا شباب الجوع ؟ الجوع ؟ الجوع ؟ كل يوم يموت اشخاص من الجوع و مرض السل صاير بالسجن .

- اش بدي اشرحلكم لاشرحلكم تصوروا بأني عبأكتب و صرلي يومين ما دخل لجوفي لقمة أكل او شقفة خبز ، انا تعبان خير الله و بدكم تقولو شبه عبموت بس الحز رح اكتب فاتورة دوا اشترولي ياها و ابعتولي ياها مع الهلال الاحمر لانو عبيجي عالسجن يجيب اكل و اسامي سجناء مخلى سبيلهم و كل ما يجي يجيب معاه لكل سجين رغيف خبز و شوية رز ما بعرف اذا عبجيب اكتر بس نحنا هاد عبيوصلنا و يا ريت يجي كل يوم .

- ضروري تبعتولي الدوا و تتابعو انو وصل بالهلال الاحمر و بقيادة الشرطة و مهم تبعتوا دوا اسهال لان الناس عبتموت من الاسهال و اسألو الصيدلي على دوا يكون فيه فيتامينات لان الغذاء مقطوع .

- لك الحقوني قبل ما اموت شوفولكم شي طريقة طالعوني فيها و لك روحو عالقاضي و قولولو السجن تعبا قتلى و امتلأت الباحات قتلى مقابر جماعية المهم انكم تخلصوني من هالوظع اللي انا فيه .

التوقيع : ابنكم عبد المنعم الذي ربما تفقدونه و يكون قبره داخل السجن".

وعقّب علاء السيد على الرسالة في البوست الخاص به موضحاً أنهم حذفوا التفاصيل الشخصية من الرسالة فيما احتفظوا بالأخطاء الإملائية واللغوية كما هي، ليستعرض بعد ذلك قصة مأساة سجن حلب المركزي وأبرز محاولات التسوية التي عُرضت لإنهاء هذه المأساة.

فيما يلي تعقيب المحامي علاء السيد على رسالة السجين:

"- تم اقتطاف و نشر المقاطع التي لا يوجد فيها تفاصيل شخصية مع الاحتفاظ بالاخطاء الاملائية و اللغوية كما هي في الرسالة.

- السجن محاصر منذ حوالي الستة أشهر بما سمي معركة " تحرير الاسرى " و يتعرض مبنى السجن للقصف من خارجه و لاشتباكات دائمة ما بين داخله و خارجه.

- بدءا من 13 تموز من هذا العام بدأ الهلال الاحمر عبر اتفاقية بادخال وجبات غذائية مطبوخة للسجن غير قابلة للحفظ و بمهمات متتابعة تتواصل او تنقطع حسب الظروف و تعرض فريقه لعدة حوادث اطلاق نار هناك كما يقوم باخراج ما معدله حوالي 10 مساجين في كل مهمة ممن يقرر القضاء اخراجهم مع صعوبة اصدار القرارات القضائية بسبب فقدان كثير من الملفات القضائية من مبنى قصر العدل قرب القلعة بعد التأخر في اخراجها كما يقوم باخراج بعض الجثامين و لو تم تجاوز الروتين و بعض الاجراءات القضائية المعقدة لامكن اخراج اعداد أكبر في كل مهمة .

- تتواتر الانباء عن ان الوجبات لا تكفي العدد الكبير من السجناء او هناك مشكلة بالتوزيع و لا ننسى ان نقل الوجبات ليس بوتيرة يومية و انما حسب الظروف و لو كانت الاتفاقية تشمل مواد غذائية تقبل التخزين لاختلف الوضع كثيرا .

- من خلال التواصل مع السجناء و من منظمات حيادية و انسانية و بعضها دولية لا توجد في داخل السجن حالات اعدامات و مجازر و اغتصاب و غيرها مما انتشر من شائعات بهذا الخصوص ،و المشاكل في داخله تتعلق بالظروف المحيطة من حصار و نقص مواد فقط .

- يجب ايجاد حل سريع لموضوع السجن فالوضع هناك كما هو واضح لا يمكن قبوله ، و قد طُرحت عدة حلول من عدة جهات اغاثية بتحييد السجن او باخلاء اعداد كبيرة من النزلاء دفعة واحدة ،او بنقل مواد تموينية و ادوية كافية ،و لكن لم يأخذ بها أحد .

ومنذ أشهر يشهد سجن حلب المركزي معارك كرّ وفرّ واشتباكات في محيطه بين عناصر حمايته من قوات النظام، وبين كتائب المعارضة المسلحة على اختلاف انتماءاتها، حيث فشلت الأخيرة حتى الآن عن حسم المعركة مع قوات النظام، فيما تشير تقديرات لمراقبين أن الاشتباكات والحصار  قد يكون أحد أبرز أسباب مأساة المساجين في سجن حلب المركزي.

ترك تعليق

التعليق