بغداد تقرر طرد مهندس بريطاني بتهمة إهانة "الشعائر الحسينية"

أثارت حادثة إهانة شعائر الحسينية التي أسفر عن إصابة عامل أجنبي داخل موقع في جنوب البلاد، ودفعت شركة أخرى إلى تعليق أعمالها، حسبما أفاد مسؤولون الثلاثاء.
ويأتي الحادثان المنفصلان بينما تعتمد بغداد على شركات نفط أجنبية من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين لمساعدتها في رفع مستوى إنتاج النفط الخام من أجل تمويل مشاريع إعادة الإعمار.

ودخل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على خط النزاع الذي يطال شركتين أميركيتين هما "شلمبرجيه" و"بيكر هيوز" ووجه بالوقت ذاته إلى طرد "المهندس" الأجنبي العامل في حقل الرميلة.

وقال مسؤول عراقي الثلاثاء إن عاملا أجنبيا يعمل في حقل الرميلة أكبر الحقول النفطية في العراق نقل إلى المستشفى بعد تعرضه إلى هجوم من سكان محليين اتهموه بإهانة "معتقداتهم الدينية".

وقال مسؤول عراقي إن "العامل الأجنبي الذي يعمل لصالح شركة النفط الأميركية "شلامبيرجيه" حاول إنزال راية ولافتات ذكرى الإمام الحسين قبل أيام من إحياء واقعة استشهاده" الذي سيجري غدا الخميس.

وقال علي شداد عضو مجلس محافظة البصرة لفرانس برس إن "الموظف البريطاني أنزل راية الإمام الحسين وصورة الإمام علي ابن أبي طالب، من سيارات حمايات الشركة الأمنية وقام بتمزيقها بالسكين".

ووقعت الحادثة في حقل الرميلة النفطي، في جنوب العراق حيث تعمل شركتا "بريتش بتروليوم" (بي بي) البريطانية والشركة الوطنية الصينية للنفط على رفع إنتاج الحقل العملاق.

وأضاف المسؤول العراقي أن "هذه التصرف أثار حفيظة العاملين العراقيين وأبرحوه ضربا". وتابع "على إثر الحادث نقل إلى مستشفى الفيحاء في البصرة وهو حاليا موقوف لدى القوات الأمنية".

واكد شداد أن المتظاهرين طالبوا بإغلاق مكاتب شركة "شلامبيرجيه" في البصرة وطرد عامليهم.

لكن المالكي دعا في بيانه "المواطنين إلى عدم التعرض إلى الشركة النفطية".

وقالت السفارة البريطانية في بغداد إنها على علم بالتعرض لأحد مواطنيها و"تتابع القضية".

وجاءت الحادثة بعد أيام من وقوع حادثة مماثلة حيث قام عامل مصري يعمل لصالح شركة "بيكر هيوز" الأميركية أيضا، بإزالة رايات تحيي شعائر الإمام الحسين من سيارة كان يريد استخدامها.
وأثارت الحادثة كذلك احتجاجات أجبرت السلطات على القيام باعتقاله بتهمة إهانة الدين، بحسب شداد.

وعلى إثر ذلك، أعلنت شركة "بيكر هيوز" في بيان لها تعليق أعمالها في العراق، لأسباب قاهرة.

ونقل البيان عن الرئيس التنفيذي للشرطة مارتين كريجهيد "في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات حول الحادثة، وحتى تستقر بيئة العمل نعلن إيقاف جميع الأنشطة في العراق".

وأضاف "نأمل أن تحل هذه القضية في في الوقت المناسب، ونستأنف أعمالنا لدعم زبائننا والعراق حالما تتوفر البيئة الآمنة لعمل ذلك".

وتعمل العديد من الشركات الأجنبية بينها أميركية وبريطانية وصينية في الحقول النفطية جنوب البلاد لتعزيز الإنتاج بعد سنين من العقوبات والحروب.

ترك تعليق

التعليق