"أهل العقد والحل" تجربة للإدارة المحلية تنطلق من معرة النعمان إلى المناطق المحررة

في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مدينة معرة النعمان, والتخبطات الإدارية على كافة النواحي العسكرية والسياسية والإغاثية, حالها كحال أغلب المناطق والمدن المحررة في سوريا, دعت مجموعة من وجهاء المدينة لفتح باب الترشح لمجلس شورى يضم كافة الوجوه العاملين في مجالات الثورة, تحت مسمى (أهل الحل والعقد).

 ويهدف القيّمون على هذه الفكرة, أن يكون هذا المجلس بمثابة هيئة رقابية واستشارية لكافة المؤسسات الثورية في مدينة معرة النعمان, كما سيهتم المجلس أيضا بمعالجة العوائق والصعوبات التي يعاني منها أهالي المدينة, من خلال تأمين دخل لهم عبر افتتاح بعض المشاريع المعيشية في ظل توقف أعمالهم, بعد المعارك الأخيرة التي شهدتها جبهات المعرة كـ (التحرير، والبنيان المرصوص، والزلزلة).

ويبرز دور المجلس إذا ما تم التصويت عليه السبت القادم, في وضع آلية عمل للجمعيات الإغاثية ومتابعة عمل المشافي الميدانية كخطوة أولى على جدول أعماله.

المحامي محمد المحلول أحد مؤسسي فكرة (أهل العقد والحل) والذي التقيناه على هامش أحد الاجتماعات التحضيرية، وردا على سؤالنا عن سبب ولادة فكرة تشكيل هذا المجلس قال:

"(أهل الحل والعقد),هم مجموعة من العلماء والمثقفين والوجهاء من أهل المدينة, الذين يتبنون فكر الثورة ومهمتهم تحقيق المصلحة العامة للجماعة والفرد, والفكرة من إنشاء المجلس هي معالجة وضبط العمل الثوري سواء كان عسكرياً أو سياسياً أو خدمياً أو إغاثياً, وأيضا مراقبة مجالات التعليم والقضاء والأمن, ومن مهامنا أيضا معالجة الخلافات التي تحصل بين جميع الجهات, وسينبثق عن المجلس عدد من اللجان التي سترفع تقارير دورية يتم على أساسها متابعة كافة الأمور".

وعن الجهة التي سيؤمّن من خلالها المجلس تطبيق قراراته وتنفيذها على الأرض، يضيف المحلول: "سيكون المجلس العسكري في المدينة هو الجهة التنفيذية لعمل المجلس, كما سيكون صاحب الشأن في تأمين الأمن والحماية للمدينة بشكل عام".

ودعا المحلول في نهاية حديثه كافة أهالي مناطق ريف ادلب للاقتداء بهذه الخطوة لإدارة شؤون مناطقهم, نظرا للفراغ الذي تركه خروج الأجهزة الإدارية والقانونية التابعة للنظام من تلك المناطق, ما هيأ جواً أقرب لعدم التنظيم والعشوائية, كما دعا أهالي المدينة للوقوف خلف المجلس ومساعدته في إنجاح مهامه، من أجل تحرير البلد من النظام المجرم وإعادة بناء سوريا المستقبل للجميع.

يذكر أن اللجنة التحضيرية للمجلس أنهت كتابة النظام الداخلي له, ووضعت شروطا لدخول الانتخابات لمن يرغب بعضويته, وحددت عدد أعضائه بـ (31) عضواً، وهو رقم قابل للزيادة في حال ازدياد أعداد المترشحين.

ويشار إلى أن معرة النعمان هي من أوائل المناطق المحررة التي ستطبق مجلس (أهل الحل والعقد), يتبعها في هذه الخطوة منطقة الغوطة الشرقية في الريف الدمشقي, علما أن مجلس الغوطة يشمل (14) بلدة محررة فهل ستكون من هاتين المنطقتين انطلاقة فكرة (الشورى) إلى كافة المناطق المحررة.

ترك تعليق

التعليق