الغلاء في الشتاء يدفع السوريين إلى أحضان "الفروة "

كنزات الصوف ما بين 3000-4500 ليرة والبيجامات الشتوية يصل سعرها إلى 7000 ليرة.

يعود السوريون إلى الموروث مجبرين لا مخيرين أمام برودة شتائهم القادم ونقص السيولة المادية وتردي أوضاعهم الاقتصادية أمام ارتفاعات مهولة تطال سلعهم وألبستهم.

وتختلف تسميات الفروة السورية من محافظات لأخرى لكن العودة الحميدة قد تقيهم كثيرا من البرد على أبواب خيمهم أو غرف باتت بلا نوافذ تقيهم ومدافئ تغيب بارتفاع أسعار الوقود، فيما يصل سعر الجاكيت الرجالي إلى /8/ آلاف ليرة سورية وكنزة الصوف إلى /5/ آلاف و كان لا بد من الفروة خيار أبعد من تقاليد اقترنت بكبار السن لتصبح ضرورة اليوم.

وتزدهر صناعة الفروة في الأراضي السورية سيما المحررة منها ويعمل الحرفيون على صناعتها وتتجهز محلات كثيرة لعرضها بأسعار تبدو مقبولة وإن اختلفت الأحجام والألوان والأوزان سيما وأنها تعتمد على فراء الخراف أو الماشية عموما.

ويشير بعض السكان في مدن وأرياف درعا إلى إن ثمة تحولا في هذا المجال فرضته الوقائع اليومية وارتفاع أسعار ملابس الشتاء، لافتين إلى أن شبابا كثرا بدؤوا باستساغة لبس الفروة حتى في أعمالهم اليومية، إذ توفر سهولة الحركة لمرتديها وتعتبر أشبه "بالبطانية" حين النوم. 

لكن رواج الفراء وشراءها لا يغطي الاحتياجات المتنامية للسكان خصوصا الأطفال منهم، والتي شهدت أسعار ملابس الشتوية ارتفاعا تجاوز 300%، وطالب السكان بأن يسارع الداعمون لإرسال الألبسة الشتوية خصوصا للأطفال، سيما وأن المناطق المحررة تبدو شبه معزولة عن الأسواق في وسط المدن. 

وبالرغم من انخفاض سعر صرف الدولار إلا أن أية انعكاسات إيجابية على أسعار الملابس الشتوية لم يظهر في الأفق، إذ تجاوز سعر بنطال الجينز 4 آلاف ليرة، وتراوحت أسعار القمصان الشتوية وكنزات الصوف ما بين 3000-4500 ليرة، والبيجامات الشتوية تراوح سعرها ما بين 3500-7000 ليرة.

وتشهد أسواق الملابس الشتوية في سوريا ارتفاعات كبيرة في أسعار بضائعها، حيث تراوحت نسبة زيادة الأسعار خلال هذه الفترة من العام الحالي، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي 2012، ما بين 300-400% وسطياً. 

الأمر الذي يعني أن شراء ملابس لأسرة مكوّنة من أربعة أفراد لن تقل تكلفتها اليوم عن 40-50 ألف ليرة، أي ما يعادل وسطياً راتب موظف من الفئة الوسطى لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر.

وفيما وجد البعض ضالّته في الملابس المستعلمة /البالة/ فإنه أصابها في ارتفاعات الأسعار، ما أصاب الألبسة الجديدة نظرا لبقاء التشريعات التي تمنع استيرادها وغياب السماح من دول الجوار بإدخالها إلى المناطق المحررة طالما بقي التركيز على إدخال المواد الغذائية.

ويشير البعض إلى الدعوة لتنظيم حملات تجميع الملابس وإدخالها إلى محتاجيها من السوريين، سيما وأن كابوس الشتاء السوري قد يطول ويخلف وراءه العديد من النكبات والكوارث.

ترك تعليق

التعليق