تجديد جواز السفر همٌ يُثقل كاهل المُهجرين السوريين

200 دولار أمريكي رسم إصدار جواز سفر سوري، للمقيمين خارج سوريا، ضمن نظام الدور، و400 دولار بشكل فوري ومستعجل...هكذا يبتزّ نظام الأسد من هجّرهم من سوريا، بكل طبقاتهم، حتى منهم من لا يجد كفاف يومه.

فؤاد، سوريّ مقيم في مصر، يرعى أمه المريضة، وله زوجة وابنة، دون أية سيولة مالية، وبدخل شهري يكاد يكفيه لِماماً حتى آخر الشهر، في بلدٍ تندُر فُرص العمل فيه على أبنائه، فكيف بالوافدين إليه.

اكتشف فؤاد مؤخراً أن صلاحية جواز سفره تنتهي في آذار مارس القادم، وبعد السؤال، اكتشف أن عليه أن يدفع على الأقل 400 دولار أمريكي تكاليف تجديد الجواز من السفارة السورية في القاهرة. هكذا أخبره سوريون مروا بتجربة سابقة في هذا الشأن، ناهيك عن الرشوة التي لا بد منها، ويتطلب صدور الجواز أسبوعاً.

ورغم أن القانون الذي أقره "مجلس الشعب" في الأيام الأخيرة من السنة الفائتة، يحدد الرسم القنصلي بـ 200 دولار فقط للدور، وبـ 400 دولار للمستعجل، فإن السفارة السورية في القاهرة كانت تأخذ 400 دولار على الأقل لقاء استصدار جواز سفر جديد، أو تجديد قديم، قبل ذلك بكثير.

يقول فؤاد لـ "اقتصاد": "لا أعرف كيف سأجدد جواز سفري، فأنا أكمل حتى نهاية الشهر بصعوبة شديدة، والآن أُضيف عبء مالي أنا بغنى عنه".

مشكلة فؤاد مع تكاليف تجديد جواز السفر، هي مشكلة الكثير من السوريين، الذين تتضاعف مشكلتهم حينما يكونون في حالة تهرب من الخدمة العسكرية، رغم القرار الأخير الصادر عن حكومة الأسد بتجديد جوازات السفر للمكلفين بخدمة العلم، لسنة واحدة أخرى.

قرار حكومة الأسد الأخير، بخصوص تكاليف الرسم القنصلي لاستصدار جواز سفر المقيمين في الخارج، أثار استنكار الكثير من السوريين، واعتبرته شريحة واسعة منهم ابتزازاً، خاصةً أن التكاليف المحددة من جانب النظام تقارع تكاليف استصدار جوازات سفر البلدان الأوروبية، بل وتتجاوز معظمها، فتكلفة جواز السفر السوري تفوق، أحياناً بمرات، تكاليف استصدار جوازات سفر كل من: بريطانيا واستراليا وكندا وألمانيا والنمسا ونيوزيلاندا....على الأقل.

ومع حقيقة أن الكثير من السوريين غادروا بلدهم في ظروف من الفاقة، لا يحملون معهم إلا ما يعينهم لأيام أو لأشهر في بلدان الجوار، وأحياناً كثيرة، وصلوا إلى تلك البلدان في حالة من الفقر التام، ليعتمدوا على المساعدات والإعانات هناك، تصبح تكلفة جواز السفر هماً جديداً يُثقل كاهل شريحة واسعة من سوريي دول الجوار.

ولأن جواز السفر هي هوية السوريّ ووثيقته الشخصية الرئيسية التي لا يستطيع أن يقوم بأية إجراءات أو معاملات بدونها، تصبح هذه المشكلة شديدة التعقيد والإلحاح بالنسبة للكثير من السوريين، مما يتطلب حلولا عاجلة وفورية من جانب الائتلاف، ممثل السوريين في الخارج، في ظل سعي النظام لابتزاز مواطنيه الذين في معظمهم، هجروا سوريا، لأنهم محسوبون على البيئة الحاضنة للمعارضة.

ترك تعليق

التعليق